|
|
صفحة: 15
سبب ملك آبائه : أما سبب ملك آبائه على بني وائل رواه أبو عبيدة قال : لما تسافهت ( 1 ) بكر بن وائل وقطع بعضها أرحام بعض اجتمع رؤساؤهم فقالوا : إن سفهاءنا قد غلبوا علينا حتى أكل القوي الضعيف ولا نستطيع دفع ذلك فنرى أن نملك علينا ملكا نعطيه الشاء والبعير فيأخذ للضعيف من القوي ويرد على المظلوم من الظالم ، ولا يمكن أن يكون من بعض قبائلنا فيأباه الآخرون فيفسد ذات بيننا ولكنا نأتي تبعا ( 2 ) فنملكه علينا . فأتوه وذكروا له أمرهم فملك عليهم حجرا ملك كندة . فلما ملك سدد أمورهم وساسهم أحسن سياسة وانتزع من اللخميين ( 3 ) ما كان بأيديهم من أرض بكر بن وائل . ولما مات ملك ابنه عمرو إلى سنة 524 م ثم الحارث بن عمرو وهو جد امرئ القيس وأمه بنت عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان ونزل الحيرة وكانت فيها النصرانية وبقي عليها . ثم تفاسدت ( 4 ) القبائل من نزار فأتاه أشرافهم فقالوا : إنا في دينك ، ونحن نخاف أن نتفانى فيما يحدث بيننا فوجه معنا بنيك ينزلون فينا فيكفون بعضنا عن بعض . وكان للحارث خمسة بنين : حجر ومعدي كرب الملقب بالغلفاء ، لأنه كان يغلف رأسه بالطيب وشرحبيل ، وسلمة ، وعبد الله . فقرقهم الحارث أبوهم في قبائل العرب : فملك ابنه حجرا على بني أسد وغطفان ، وملك شرحبيل على بكر بن وائل وبني حنظلة؛ وملك . 1 تسافهت ، من السفه : وهو الجهل ، ضد الحلم . . 2 تبع : ملك اليمن . . 3 اللخميون : ملوك الحيرة ، ويقال لهم كذلك المناذرة . . 4 تفاسدت : تدابرت ووقع الخلاف والعداوة ما بينها .
|
مطاح
|
|