|
|
صفحة: 223
ومن أعتاض منك إذا افترقنا وكل الناس زور ما خاكا هذا كقول عمران ابن حطان ، أنكرت بعدك من قد كنت أعرفه ، ما الناس بعدك يا مرداس بالناس ، ومثله لأبي الطيب ، إنا الناس حيث أنت البيت . وما أنا غير سهم في هــواء يعود ولم يجد فيه امتساكا يقول أنا في الخروج من عندك وقلة اللبث في أهلي كالسهم يرمي به الهواء فيذهب وينقلب إلى الرمي سريعا قال ابن جنى لم يقل في سرعة الأوبة وتقليل اللبث هكذا في المبالغة هذا كلامه والبيت مدخول ولم يعرف ابن جنى وجه فساده وهو أن كل سهم رمى به فهو في هواء و لا يعود إلى ما عولي منه ولم يذكر في البيت ما يدل على أنه أراد الهواء العالي . حــي مــن إلـهـى أن يــرانـــــي وقــد فــارقــت دارك واصطفاها روى ابن جنى واصطفاك بكسر الطاء قال الاصطفاء مدود فقصره واحتج عليه باحد عشر بيتا كله مستغنى عنه لأن قصر الممدود في الشعر اشهر من أن يحتاج فيه إلى ذكر الشواهد وانكر ابن فورجة هذه الرواية ورواه مفتوح الطاء على الفعل وقال لم يستحيي من الله تعالى إذا فارق داره واخيتاره إياه أعني اختيار الممدوح للمتنبي بل لا وجه حيائه في فعله ذاك إذ ليس لك من فارقه وزهر في اختياره إياه ارتكب حوبا وإنا يستحيي من الله تعالى إذا فارق دار الممدوح والله تعالى قد اصطفاه واختاره على خلقه فكل من فارقه يجب أن
|
مطاح
|
|