|
|
صفحة: 14
المقصود لبعد مرماه وامتداد مداه أما القاضي أبو الحسن فإنه ادعى التوسط ب ين صاغية المتنبي ومحبيه وب ين المناصب ين له من يعاديه فذكر أن قوما مالوا إليه حتى فضلوه في الشعر على جميع أهل زمانه وقضوا له بالتبريز على أقرانه وقوما لم يعدوه من الشعراء وأزروا بشعره غاية الازراء حتى قالوا أنه لا ينطق إ لا البهراء و لا يتكلم إ لا بالكلمة العوراء ومعانيه كلها مسروقة أو عور والفاظه ظلمات وديجور فتوسط ب ين الخصم ين وذكر الحق ب ين القول ين وأما ابن جنى فإنه من الكبار في صنعة الإعراب والتصريف والسن ين في كل واحد منهما والتصنيف غير أنه إذا تكلم في المعاني تبلد حماهر ولج به عثاره ولقد استهدف في كتاب السفر غرضا للمطاعن ونهزة للعامز والطاعن إذ حشاه بالشواهد والكثيرة التي لا حاجة له إليها في ذلك الكتاب والمسائل الدقيقة المستغنى عنها في صنعة الإعراب ومن حق المنصف أن يكون كلامه مقصورا على المقصود بكتابه وما يتعلق به من أسبابه غير عادل إلى ما لا يحتاج إليه و لا يعرج عليه ثم إذا انتهى به الكلام إلى بيان المعاني عاد طويل لاكمه قصيرا وأتى بالال هراء وتقصيرا وأما ابن فورجة فإنه كتب مجلدين لطيف ين على شرح معاني هذا الديوان سمى أحدهما التجني على ابن جنى والخر الفتح على أبي الفتح أفاد بالكثير منهما عائصا على الدرر وفائزا بالغرر ثم لم يخل من ضعف البنية البشرية والسهو الذي قل ما يخلو عنه أحد من البرية ولقد تصفحت كتابيه وأعلمت على مواضع الزلل ومع شغف الناس واجماع اكثر أهل البلدان على تعمل هذا الديوان لم يقع له شرح
|
مطاح
|
|