|
|
صفحة: 108
وكذا سائرها . وللنفس في كل واحد منها لون تتكيف به و على حسب ما نشأت اللكة عليه من جودة أو رداءة تكون تلك اللكة في نفسها فملكة البلغة العالية الطبقة في جنسها إنا تصل بحفظ العالي في طبقته من الكلم و بهذا كان الفقهاء وأهل العلوم كلهم قاصرين في البلغة وما ذلك إل لا سبق إلى محفوظهم ويتلئ به من القواني العلمية والعبارات الفقهية ا ) ارجة عن أسلوب البلغة والنازلة عن الطبقة لن العبارات عن القواني والعلوم ل حظ لها في البلغة فإذا سبق ذلك الخفوظ إلى الفكر و كثر و تلونت به النفس جاءت اللكة الناشئة عنه في غاية القصور وانحرفت عباراته عن أساليب العرب في كلمهم . وهكذا ند شعر الفقهاء والنحاة والتكلمي والنظار وغيرهم من لم يتلئ من حفظ النقي ا ( ر من كلم العرب . أخبرني صاحبنا الفاضل أبو القاسم بن رضوان كاتب العلمة بالدولة الرينية قال : ذكرت يوما صاحبنا أبا العباس بن شعيب كاتب السلطان أبي ا ( سن وكان القدم في البصر باللسان لعهده فأنشدته مطلع قصيدة ابن النحوي ولم أنسبها له وهو هذا : لم أذر حن وقفت بالطال ما الفرق بن جديدها والبالي فقال لي على البديهة : هذا شعر فقيه ، فقلت له : ومن أين لك ذلك ، فقال : من قوله ما الفرق؟ إذ هي من عبارات الفقهاء وليست من أساليب كلم العرب ، فقلت له : لله أبوك إنه ابن النحوي . وأما الكتاب والشعراء فليسوا كذلك لتخيرهم في محفوظهم و مخالطتهم كلم العرب وأساليبهم في الترسل وانتقائهم لهم اليد من الكلم . ذاكرت يوما صاحبنا أبا عند الله بن ا ) طيب وزير اللوك بالندلس من بني الحمر وكان الصدر القدم في الشعر و الكتابة فقلت له : أجد استصعابا علي في نظم الشعر متى رمته مع بصري به وحفظي لل-يد من الكلم من القرآن وا ( ديث وفنون من كلم العرب وإن كان محفوظي قليل . وإنا أتيت والله أعلم بحقيقة ا ( ال من قبل ما حصل في حفظي من الشعار العلمية والقواني التألفية . فإني حفظت قصيدتي الشاطبي الكبرى والصغرى في القراءات في الرسم واستظهرتهما وتدارست كتابي ابن ا ( اجب في الفقه والصول وجمل ا ) ونى في النطق وبعض كتاب التسهيل وكثيرا من قواني التعليم في ال-الس فامتل محفوظي من ذلك وخدش وجه اللكة التي استعددت لها بالفوظ اليد من القرآن وا ( ديث وكلم العرب تعاق القريحة عن بلوغها . فنظر إلي ساعة مع-با ثم قال : لله أنت وهل يقول هذا إل مثلك؟ ويظهر لك من هذا الفصل وما تقرر فيه سر آخر وهو إعطاء السبب في أن كلم السلميي من العرب أعلى طبقة في البلغة وأذواقها من كلم الاهلية في منثورهم ومنظومهم .
|
مطاح
|
|