|
|
صفحة: 89
الفصل الواحد والمسون في تفسر الذوق في مصطلح أهل البيان وتقيق معناه وبيان أنه ل يحصل للمستعربن من الع-م اعلم أن لفظة الذوق يتداولها العتنون بفنون البيان ومعناها حصول ملكة البلغة للسان . وقد مر تفسير البلغة و أنها مطابقة الكلم للمعنى من جميع وجوهه بخواص تقع للتراكيب في إفادة ذلك . فالتكلم بلسان العرب والبليغ فيه يتحرى الهيئة الفيدة لذلك على أساليب العرب وأنحاء مخاطباتهم وينظم الكلم على ذلك الوجه جهده فإذا اتصلت مقاماته بخالطة كلم العرب حصلت له اللكة في نظم الكلم على ذلك الوجه وسهل عليه أمر التركيب حيث ل يكاد ينحو فيه غير منحى البلغة التي للعرب وإن سمع تركيبا غير جار على ذلك النحى م-ه ونبا عنه سمعه بأدنى فكر ، بل وبغير فكر ، إل با استفاد من حصول هذه اللكة . فإن اللكات إذا استقرت ورسخت في محالها ظهرت كأنها طبيعة و جبلة لذلك الل . ولذلك يظن كثير من الغفلي من لم يعرف شأن اللكات أن الصواب للعرب في لغتهم إعرابا و بلغة أمر طبيعي . ويقول كانت العرب تنطق بالطبع وليس كذلك و إنا هي ملكة لسانية في نظم الكلم تكنت ورسخت فظهرت في بادئ الرأي أنها جبلة وطبع . وهذه اللكة كما تقدم إنا تصل بمارسة كلم العرب وتكرره على السمع والتفطن ) واص تراكيبه وليست تصل بعرفة القواني العلمية في ذلك التي استنبطها أهل صناعة اللسان فإن هذه القواني إنا تفيد علما بذلك اللسان ول تفيد حصول اللكة بالفعل في محلها وقد مر ذلك . وإذا تقرر ذلك فملكة البلغة في اللسان تهدي البليغ إلى وجود النظم وحسن التركيب الوافق لتراكيب العرب في لغتهم ونظم كلمهم . ولو رام صاحب
|
مطاح
|
|