|
|
صفحة: 78
الفصل السادس والربعون في أن اللغة ملكة صناعية إعلم أن اللغات كلها ملكات شبيهة بالصناعة إذ هي ملكات في اللسان للعبارة عن العانى وجودتها وتصورها بحسب تام اللكة أو نقصانها . وليس ذلك بالنظر إلى الفردات وإنا هو بالنظر إلى التراكيب . فإذا حصلت اللكة التامة في تركيب اللفاظ الفردة للتعبير بها عن العاني القصودة ومراعاة التأليف الذي يطبق الكلم على مقتضى ا ( ال بلغ التكلم حينئد الغاية من إفادة مقصوده للسامع وهذا هو معنى البلغة . واللكات ل تصل إل بتكرار الفعال لن الفعل يقع أول وتعود منه للذات صفة ثم تتكرر فتكون حال . ومعنى ا ( ال أنها صفة غير راسخه ثم يزيد التكرار فتكون ملكة أي صفة راسخة . فالتكلم من العرب حي كانت ملكته اللغة العربية موجودة فيهم يسمع كلم أهل جيله وأساليبهم في مخاطباتهم وكيفية تعبيرهم عن مقاصدهم كما يسمع الصبي استعمال الفردات في معانيها فيلقنها أول ثم يسمع التراكيب بعدها فيلقنها كذلك . ثم ل يزال سماعهم لذلك يت-دد في كل ( ظة ومن كل متكلم واستعماله يتكرر إلى أن يضير ذلك ملكة وصفة راسخة ويكون كأحدهم . هكذا تصيرت اللسن واللغات من جيل إلى جيل وتعلمها الع-م والطفال . وهذا هو معنى ما تقوله العامة من أن اللغة للعرب بالطبع أي باللكة الولى التي أخذت عنهم ولم يأخذوها عن غيرهم . ثم إنه لا فسدت هذه اللكة لضر بخالطتهم العاجم وسبب فسادها أن الناشئ من اليل صار يسمع في العبارة عن القاصد كيفيات أخرى غير الكيفيات التي كانت للعرب فيميز بها عن مقصوده لكثرة الخالطي للعرب
|
مطاح
|
|