|
|
صفحة: 56
العربية وحفظها وتويد ا ) ط والكتاب . ول تختص عنايتهم في التعليم بالقرآن دون هذه ، بل عنايتهم فيه با ) ط أكثر من جميعها إلى أن يخرج الولد من عمر البلو / إلى الشبيبة وقد شدا بعض الشيء في العربية والشعر والبصر بهما وبرز في ا ) ط والكتاب وتعلق بأذيال العلم على الملة لو كان فيها سند لتعليم العلوم . لكنهم ينقطعون عن ذلك لنقطاع سند التعليم في آفاقهم ول يحصل بأيديهم إل ما حصل من ذلك التعليم الول . وفيه كفاية لن أرشده الله تعالى واستعداد إذا وجد العلم . وأما أهل أفريقية فيخلطون في تعليمهم للولدان القرآن با ( ديث في الغالب ومدارسة قواني العلوم وتلقي بعض مسائلها إل أن عنايتهم بالقرآن و استنظار الولدان إياه ووقوفهم على اختلف رواياته وقراءاته أكثر ما سواه وعنايتهم با ) ط تبع لذلك . وبالملة فطريقهم في تعليم القرآن أقرب إلى طريقة أهل الندلس لن سند طريقتهم في ذلك متصل بشيخة الندلس الذين أجازوا عند تغلب النصارى على شرق الندلس ، واستقروا بتونس وعنهم أخذ ولدانهم بعد ذلك . وأما أهل الشرق فيخلطون في التعليم كذلك على ما يبلغنا ول أدري ب عنايتهم منها . والذي ينقل لنا أن عنايتهم بدراسة القرآن وصحف العلم وقوانينه في زمن الشبيبة ول يخلطون بتعليم ا ) ط بل لتعليم ا ) ط عندهم قانون ومعلمون له على انفراده كما تتعلم سائر الصنائع ول يتداولونها في مكاتب الصبيان . وإذا كتبوا لهم اللواح فبخط قاصر عن الجادة ومن أراد تعلم ا ) ط فعلى قدر ما يسنح له بعد ذلك من الهمة في طلبه و يبتغيه من أهل صنعته . فأما أهل أفريقية والغرب فأفادهم القتصار على القرآن القصور عن ملكة اللسان جملة وذلك أن القرآن ل ينشأ عنه في الغالب ملكة لا أن البشر مصروفون عن التيان بثله فهم مصروفون لذلك عن الستعمال على أساليبه والحتذاء بها . وليس لهم ملكة في غير أساليبه فل يحصل لصاحبه ملكة في اللسان العربي وحظه المود في العبارات وقلة التصرف في الكلم . وربا كان أهل أفريقية في ذلك أخف من أهل الغرب با يخلطون في تعليمهم القرآن بعبارات العلوم في قوانينها كما قلناه فيقتدرون على شيء من التصرف ومحاذاة الثل بالثل إل أن ملكتهم في ذلك قاصرة عن البلغة كما سيأتي في فصله . وأما أهل الندلس فأفادهم التفن في التعليم وكثرة رواية الشعر والترسل ومدارسة العربية من أول العمر ، حصول ملكة صاروا بها أعرف في اللسان العربي . وقصروا في سائر العلوم لبعدهم عن مدارسة القرآن وا ( ديث الذي هو أصل العلوم و أساسها . فكانوا لذلك أهل حظ وأدب بارع أو مقصر على حسب ما يكون التعليم الثاني من بعد تعليم الصبي . ولقد ذهب القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب رحلته إلى طريقة غريبة في وجه التعليم وأعاد في ذلك وأبدأ وقدم تعليم
|
مطاح
|
|