|
|
صفحة: 53
الفصل الثامن والثلثون في أن العلوم اللهية ل توسع فيها النظار ول تفرع السائل اعلم أن العلوم التعارفة بي أهل العمران على صنفي : علوم مقصودة بالذات كالشرعيات من التفسير وا ( ديث والفقه وعلم الكلم وكالطبيعيات واللهيات من الفلسفة ، وعلوم هي وسيلة آلية بهذه العلوم كالعربية وا ( ساب وغيرهما للشرعيات كالنطق للفلسفة . وربا كان آلة لعلم الكلم ولصول الفقه على طريقة التأخرين فأما العلوم التي هي مقاصد فل حرج في توسعة الكلم فيها و تفريع السائل واستكشاف الدلة والنظار فإن ذلك يزيد طالبها تكنا في ملكته وإيضاحا لعانيها القصودة . وأما العلوم التي هي آلة لغيرها مثل العربية والنطق وأمثالهما فل ينبغي أن ينظر فيها إل من حيث هي آلة لذلك الغير فقط . ول يوسع فيها الكلم ول تفرع السائل لن ذلك يخرج لها عن القصود إذ القصود منها ما هي آلة له ل غير . فكلما خرجت عن ذلك خرجت في القصود وصار الشتغال بها لغوا مع ما فيه من صعوبة ا ( صول على ملكتها بطولها وكثرة فروعها . وربا يكون ذلك عائقا عن تصيل العلوم القصودة بالذات لطول وسائلها مع أن شأنها أهم والعمر يقصر عن تصيل الميع على هذه الصورة فيكون الشتغال بهذه العلوم اللية تضييعا للعمر وشغل با ل يغني . وهذا كما فعل التأخرون في صناعة النحو وصناعة النطق وأصول الفقه لنهم أوسعوا دائرة الكلم فيها وأكثروا من التفاريع والستدللت با أخرجها عن كونها آلة وصيرها من القاصد وربا يقع فيها لذلك أنظار ومسائل ل حاجة بها في العلوم القصودة فهي من نوع اللغو وهي أيضا مضرة بالتعلمي على الطلق لن التعلمي اهتمامهم بالعلوم القصودة أكثر من اهتمامهم بوسائلها فإذا قطعوا العمر في تصيل الوسائل فمتى
|
مطاح
|
|