|
|
صفحة: 51
الهيئات في نظم القضايا وترتيبها للنتاج فتعي النطق للتخلص من ورطة هذا الفساد إذا عرض . فالنطق إذا أمر صناعي مساوق للطبيعة الفكرية ومنطبق على صورة فعلها ولكونه أمرا صناعيا استغني عنه في الكثر . ولذلك تد كثيرا من فحول النظار في ا ) ليقة يحصلون على الطالب في العلوم دون صناعة علم النطق ول سيما مع صدق النية والتعرض لرحمة الله تعالى فإن ذلك أعظم معنى . ويسلكون بالطبيعة الفكرية على سدادها فيفضي بالطبع إلى حصول الوسط والعلم بالطلوب كما فطرها الله عليه . ثم من دون هذا المر الصناعي الذي هو النطق مقدمة أخرى من التعلم وهي معرفة اللفاظ و دللتها على العاني الذهنية تردها من مشافهة الرسوم بالكتاب ومشافهة اللسان با ) طاب . فلبد أيها التعلم من م-اوزتك هذه ا ب- ) كلها إلى الفكر في مطلوبك . فأول : دللة الكتابة الرسومة على اللفاظ القولة وهي أخفها ثم دللة اللفاظ القولة على العاني الطلوبة ثم القواني في ترتيب العاني للستدلل في قوالبها العروفة في صناعة النطق . ثم تلك العاني م-ردة في الفكر اشتراطا يقتنص بها الطلوب بالطبيعة الفكرية بالتعرض لرحمة الله ومواهبه . وليس كل أحد يت-اوز هذه الراتب بسرعة ول يقطع هذه ا ب- ) في التعليم بسهولة ، بل ربا وقف الذهن في ح-ب اللفاظ بالناقشات أو عثر في اشتراك الدلة بشغب الدال والشبهات وقعد عن تصيل الطلوب . ولم يكد يتخلص من تلك الغمرة إل قليل من هداه الله . فإذا ابتليت بثل ذلك وعرض لك ارتباك في فهمك أو تشغيب بالشبهات في ذهنك فاطرح ذلك وانتبذ ح-ب اللفاظ وعوائق الشبهات وأترك المر الصناعي جملة واخلص إلى فضاء الفكر الطبيعي الذي فطرت عليه . وسرح نظرك فيه وفر / ذهنك فيه للغوص على مرامك منه واضعا لها حيث وضعها أكابر النظار قبلك مستعرضا للفتح من الله كما فتح عليهم من ذهنهم من رحمته وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون . فإذا فعلت ذلك أشرقت عليك أنوار الفتح من الله بالظفر بطلوبك وحصل المام الوسط الذي جعله الله من مقتضيات هذا الفكر ونظره عليه كما قلناه وحينئذ فارجع به إلى قوالب الدلة وصورها فأفرغه فيها ووفه حقه من القانون الصناعي ثم اكسه صور اللفاظ وأبرزة إلى عالم ا ) طاب والشافهة وثيق العرى صحيح البنيان . وأما إن وقفت عند الناقشة والشبهة في الدلة الصناعية وتحيص صوابها من خطئها وهذه أمور صناعية وضعية تستوي جهاتها التعددة وتتشابه لجل الوضع والصطلح فل تتميز جهة ا ( ق منها إذ جهة ا ( ق إنا تستبي إذا كانت بالطبع فيستمر ما حصل من الشك والرتياب وتسدل ا ب- ) على الطلوب وتقعد بالناظر عن تصيله . وهذا شأن الكثرين من النظار والتأخرين سيما من سبقت له ع-مة في لسانه فربطت عن
|
مطاح
|
|