|
|
صفحة: 50
في الستعداد ثم في التحصيل ويحيط هو بسائل الفن وإذا ألقيت عليه الغايات في البداءات وهو حينئذ عاجز عن الفهم والوعي وبعيد عن الستعداد له كل ذهنه عنها وحسب ذلك من صعوبة العلم في نفسه فتكاسل عنه وانحرف عن قبوله وتادى في ه-رانه . وإنا إلى ذلك من سوء التعليم . ول ينبغي للمعلم أن يزيد متعلمه على فهم كتابه الذي أكب على التعليم منه بحسب طاقته وعلى نسبة قبوله للتعليم مبتدئا كان أو منتهيا و ل يخلط مسائل الكتاب بغيرها حتى يعيه من أوله إلى أخره ويحصل أغراضه ويستولي منه على ملكة بها ينفذ في غيره . لن التعلم إذا حصل ملكة ما في علم من العلوم استعد بها لقبول ما بقي وحصل له نشاط في طلب الزيد والنهوض إلى ما فوق حتى يستولي على غايات العلم وإذا خلط عليه المر ع-ز عن الفهم وأدركه الكلل وانطمس فكره ويئس من التحصيل وه-ر العلم والتعليم . والله يهدي من يشاء . وكذلك ينبغي لك أن ل تطول على التعلم في الفن الواحد بتفريق ال-الس وتقطيع ما بينها لنه ذريعة إلى النسيان و انقطاع مسائل الفن بعضها من بعض فيعسر حصول اللكة بتفريقها . وإذا كانت أوائل العلم وأواخره حاضرة عند الفكرة م-انبة للنسيان كانت اللكة أيسر حصول وأحكم ارتباطا وأقرب صنعة لن اللكات إنا تصل بتتابع الفعل وتكراره وإذا تنوسي الفعل تنوسيت اللكة الناشئة عنه . والله علمكم ما لم تكونوا تعلمون . ومن الذاهب الميلة والطرق الواجبة في التعليم أن ل يخلط على التعلم علمان معا فإنه حينئذ قل أن يظفر بواحد منهما لا فيه من تقسيم البال وانصرافه عن كل واحد منهما إلى تفهم الخر فيستغلقان معا ويستصعبان ويعود منهما با ) يبة . وإذا تفر / الفكر لتعليم ما هو بسبيله مقتصرا عليه فربا كان ذلك أجدر لتحصيله والله سبحانه وتعالى الوفق للصواب . واعلم أيها التعلم أني أتفك بفائدة في تعلمك فإن تلقيتها بالقبول وأمسكتها بيد الصناعة ظفرت بكنز عظيم وذخيرة شريفة وأقدم لك مقدمة تعينك في فهمها وذلك أن الفكر النساني طبيعة مخصوصة فطرها الله كما فطر سائر مبتدعاته وهو وجدان حركة للنفس في البطن الوسط من الدما . / تارة يكون مبدأ للفعال النسانية على نظام وترتيب وتارة يكون مبدأ لعلم ما لم يكن حاصل بأن يتوجه إلى الطلوب . وقد يصور طرفيه يروم نفيه أو إثباته فيلوح له الوسط الذي ي-مع بينهما أسرع من لح البصر إن كان واحدا . أو ينتقل إلى تصيل آخر إن كان متعددا ويصير إلى الظفر بطلوبه هذا شأن هذه الطبيعة الفكرية التي تيز بها البشر من بي سائر ا ( يوانات . ثم الصناعة النطقية هي كيفية فعل هذه الطبيعة الفكرية النظرية تصفه لتعلم سداده من خطئه وأنها وإن كان الصواب لها ذاتيا إل أنه قد يعرض لها ا ) طأ في القل من تصور الطرفي على غير صورتهما من اشتباه
|
مطاح
|
|