|
|
صفحة: 48
الفصل السادس والثلثون في أن كثرة الختصارات الؤلفة في العلوم مخلة بالتعليم ذهب كثير من التأخرين إلى اختصار الطرق والنحاء في العلوم يولعون بها ويدونون منها برنام-ا مختصرا في كل علم يشتمل على حصر مسائله وأدلتها باختصار في اللفاظ وحشو القليل منها بالعاني الكثيرة من ذلك الفن . وصار ذلك مخل بالبلغة وعسرا على الفهم . وربا عمدوا إلى الكتب المهات الطولة في الفنون للتفسير والبيان فاختصروها تقريبا للحفظ كما فعله ابن ا ( اجب في الفقه وابن مالك في العربية وا ) وني في النطق وأمثالهم . وهو فساد في التعليم وفيه اخلل بالتحصيل وذلك لن فيه تخليطا على البتدئ بإلقاء الغايات من العلم عليه وهو لم يستعد لقبولها بعد وهو من سوء التعليم كما سيأتي . ثم فيه مع ذلك شغل كبير على التعلم بتتبع ألفاظ الختصار العويصة للفهم بتراحم العاني عليها وصعوبة استخراج السائل من بينها . لن ألفاظ الختصرات تدها لجل ذلك صعبة عويصة فينقطع في فهمها حظ صالح عن الوقت . ثم بعد ذلك فاللكة ا ( اصلة من التعليم في تلك الختصرات إذا ت على سداده ولم تعقبه آفة فهي ملكة قاصرة عن اللكات التي تصل من الوضوعات البسيطة الطولة لكثرة ما يقع في تلك من التكرار والحالة الفيدين ( صول اللكة التامة . وإذا اقتصر على التكرار قصرت اللكة لقلته كشأن هذه الوضوعات الختصرة فقصدوا إلى تسهيل ا ( فظ على التعلمي فأركبوهم صعبا يقطعهم عن تصيل اللكات النافعة وتكنها . ومن يهد الله فل مضل له ومن يضلل فل هادي له . والله سبحانه وتعالى أعلم .
|
مطاح
|
|