|
|
صفحة: 46
ثم إن كثيرا من الفقهاء وأهل الفتيا انتدبوا للرد على هؤلء التأخرين في هذه القالت وأمثالها وشملوا بالنكير سائر ما وقع لهم في الطريقة . وا ( ق أن كلمهم معهم فيه تفصيل فإن كلمهم في أربعة مواضع : أحدها الكلم على ال-اهدات وما يحصل من الذواق و الواجد ومحاسبة النفس على أعمالها لتحصل تلك الذواق التي تصير مقاما ويترقى منة إلى غيره كما قلناه وثانيها الكلم في الكشف وا ( قيقة الدركة من عالم الغيب مثل الصفات الربانية والعرش والكرسي واللئكة والوحي والنبؤة والروح وحقائق كل موجود غائب أو شاهد وتركيب اللوان في صدورها عن موجودها وتكونها كما مر ، وثالثها التصرفات في العوالم والكوان بأنواع الكرامات ، ورابعها ألفاظ موهمة الظاهر صدرت من الكثير من أئمة القوم يعبرون عنها في اصطلحهم بالشطحات تستشكل ظواهرها فمنكر ومحسن ومتأول . فأما الكلم في ال-اهدات والقامات وما يحصل من الذواق والواجد في نتائ-ها ومحاسبة النفس على التقصير في أسبابها فأمر ل مدفع فيه لحد وأذواقهم فيه صحيحة والتحقق بها هو عي السعادة . وأما الكلم في كرامات القوم و أخبارهم بالغيبات وتصرفهم في الكائنات . فأمر صحيح غير منكر . وإن مآل بعض العلماء إلى إنكارها فليس ذلك من ا ( ق . وما احتج به الستاذ أبو إسحاق السفرائني من أئمة الشعرية على إنكارها للتباسها بالع-زة فقد فرق الققون من أهل السنة بينهما بالتحدي وهو دعوى وقوع الع-زة على وفق ما جاء به . قالوا : ثم إن وقوعها على وفق دعوى الكاذب غير مقدور لن دللة الع-زة على الصدق عقلية فإن صفة نفسها التصديق . فلو وقعت مع الكاذب لتبدلت صفة نفسها وهو محال . هذا مع أن الوجود شاهد بوقوع الكثير من هذه الكرامات وإنكارها نوع مكابرة . وقد وقع للصحابة وأكابر السلف كثير من ذلك وهو معلوم مشهور . وأما الكلم في الكشف و إعطاء حقائق العلويات وترتيب صدور الكائنات فأكثر كلمهم فيه نوع من التشابه لا أنه وجداني عندهم وفاقد الوجدان عندهم بعزل عن أذواقهم فيه . واللغات ل تعطى له دللة على مرادهم منه لنها لم توضع إل للتعارف وأكثره من السوسات . فينبغي أن ل نتعرض لكلمهم في ذلك ونتركه فيما تركناه من التشابه ومن رزقه الله فهم شيء من هذه الكلمات على الوجه الوافق لظاهر الشريعة فأكرم بها سعادة . وأما اللفاظ الوهمة التي يعبرون عنها بالشطحات ويوآخذهم بها أهل الشرع فاعلم أن النصاف في شأن القوم أنهم أهل غيبة عن ا ( س والواردات تلكهم حتى ينطقوا عنها با ل يقصدونه وصاحب الغيبة غير مخاطب وال-بور معذور . فمن علم منهم فضله واقتداؤه حمل على القصد الميل من هذا وأمثاله وأن العبارة عن الواجد
|
مطاح
|
|