|
|
صفحة: 40
تشكل فيها الرئي صحيحا . فالستقامة للنفس كالنبساط للمرآة فيما ينطبع فيها من الحوال . ولا عني التأخرون بهذا النوع من الكشف تكلموا في حقائق الوجودات العلوية والسفلية وحقائق اللك والروح والعرش والكرسي وأمثال ذلك . وقصرت مدارك من لم يشاركهم في طريقهم عن فهم أذواقهم ومواجدهم في ذلك . وأهل الفتيا بي فنكر عليهم ومسلم لهم . وليس البرهان والدليل بنافع في هذا الطريق ردا وقبول إذ هي من قبيل الوجدانيات . تفصيل وتقيق : يقع كثيرا في كلم أهل العقائد من علماء ا ( ديث والفقه أن الله تعالى مباين لخلوقاته . ويقع للمتكلمي أنة ل مباين ول متصل . ويقع للفلسفة أنة ل داخل العالم ول خارجه . ويقع للمتأخرين من التصوفة أنه متحد بالخلوقات : إما بعنى ا ( لول فيها ، أو بعنى إنه هو عينها . وليس هناك غيره جملة ول تفصيل . فلنبي تفصيل هذه الذاهب ونشرح حقيقة كل واحد منها ، حتى تتضح معانيها فنقول ، إن الباينة تقال لعنيي : أحدهما الباينة في ا ( يز والهة ، ويقابله التصال . ونشعر هذه القابلة على هذه التقيد . بالكان إما صريحا و هو تسيم ، أو لزوما وهو تشبيه من قبيل القول بالهة . وقد نقل مثله عن بعض علماء السلف من التصريح بهذه الباينة ، فيحتمل غير هذا العنى . ومن أجل ذلك أنكر التكلمون هذه الباينة وقالوا : ل يقال في البارئ أنة مباين مخلوقاته ، ول متصل بها ، لن ذلك إنا يكون للمتحيزات . وما يقال من أن الل ل يخلو عي التصاف بالعنى وضده . فهو مشروط بصحة التصاف أول ، وأما مع امتناعه فل ، بل ي-وز ا ) لو عن العنى وضده . كما يقال في الماد ، ل عالم ول جاهل ، ول قادر ول عاجز ول كاتب ول أمي . وصحة التصاف بهذه الباينة مشروط با ( صول في الهة على ما تقرر من مدلولها . والبارئ سبحانه منزه عن ذلك . ذكره ابن التلمساني في شرح اللمع لمام ا ( رمي وقال : ول يقال في البارئ مباين للعالم و ل متصل به ، ول داخل فيه ول خارج عنة . وهو معنى ما يقول الفلسفة أنة ل داخل العالم ول خارجه ، يناء على وجود الواهر غير التحيزة . وأنكرها التكلمون لا يلزم من مساواتها للبارئ في أخص الصفات . وهو مبسوط في علم الكلم . وأما العنى الخر للمباينة ، فهو الغايرة والخالفة فيقال : البارئ مباين لخلوقاته في ذاته وهويته ووجوده وصفاته . ويقابله التاد والمتزاج والختلط . وهذه الباينة هي مذهب أهل ا ( ق كلهم من جمهور السلف وعلماء الشرائع والتكلمي والتصوفة
|
مطاح
|
|