|
|
صفحة: 34
مسائل و مباحث تعرض للعالم القق ويحرص على إيصاله بغيره ، لتعم النفعة به فيودع ذلك بالكتاب في الصحف ، لعل التأخر يظهر على تلك الفائدة ، كما وقع في الصول في الفقه . تكلم الشافعى أول في الدلة الشرعية اللفظية و ) صها ، ثم جاء ا ( نفية فاستنبطوا مسائل القياس واستوعبوها ، وانتفع بذلك من بعدهم إلى الن . وثانيها : أن يقف على كلم الولي وتآليفهم في-دها مستغلقة على الفهام ويفتح الله له في فهمها فيحرص على إبانة ذلك لغيره من عساه يستغلق عليه ، لتصل الفائدة لستحقها . وهذه طريقة البيان لكتب العقول والنقول ، وهو فصل شريق . وثالثها : أن يعثر التأخر على غلط أو خطأ في كلم التقدمي من اشتهر فضله وبعد في الفادة صيتة ، ويستوثق في ذلك بالبرهان الواضح الذي ل مدخل للشك فيه ، فيحرص على إيصال ذلك لن بعدة ، إذ قد تعذر محوه ونزعه بانتشار التآليف في الفاق والعصار ، وشهرة الؤلف ووثوق الناس بعارفه ، فيودع ذلك الكتاب ليقف على بيان ذلك . ورابعها : أن يكون الفن الواحد قد نقصت منه مسائل أو فصول بحسب انقسام موضوعه فيقصد الطلع على ذلك أن يتمم ما نقص من تلك السائل ليكمل الفن بكمال مسائله و فصوله ، ول يبقى للنقص فيه م-ال . وخامسها : أن تكون مسائل العلم قد وقعت غير مرتبة في أبوابها ول منتظمة ، فيقصد الطلع على ذلك أن يرتبها و يهذبها ، وي-عل كل مسئلة في بابها ، كما وقع في الدونة من رواية سحنون عن ابن القاسم ، وفي العتبية من رواية العتبي عن أصحاب مالك ، فإن مسائل كثيرة من أبواب الفقه منها قد وقعت في غير بابها فهذب ابن أبي زيد الدونة وبقيت العتبية غير مهذبة . فن-د في كل باب مسائل من غيره . واستغنوا بالدونة وما فعله ابن أبي زيد فيها والبرادعي من بعده . وسادسها : أن تكون مسائل العلم مفرقة في أبوابها من علوم أخرى فيتنبه بعض الفضلء إلى موضوع ذلك الفن وجميع مسائله ، فيفعل ذلك ، ويظهر به فن ينظمه في جملة العلوم التي ينتحلها البشر بأفكارهم ، كما وقع في علم البيان . فإن عبد القاهر الرجاني وأبا يوسف السكاكي وجدا مسائله مستقرية في كتب النحو وقد جمع منها الاحظ في كتاب البيان والتبيي مسائل كثيرة ، تنبه الناس فيها لوضوع ذلك العلم وانفراده عن سائر العلوم ، فكتبت في ذلك تأليفهم الشهورة ، وصارت أصول لفن البيان ، ولقنها التأخرون فأربوا فيها على كل متقدم .
|
مطاح
|
|