|
|
صفحة: 16
الوعود بها فباطل أيضا لنا إنا تبي لنا با قرروه أن وراء ا ( س مدركا آخر للنفس من غير واسطة وأنها تبتهج بإدراكها ذلك ابتهاجا شديدا وذلك ل يعي لنا أنه عي السعادة الخروية ولبد بل هي من جملة اللذ التي لتلك السعادة . وأما قولهم إن السعادة في إدراك هذه الوجودات على ما هي عليه فقول باطل مبني على ما كنا قدمناه في أصل التوحيد من الوهام والغلط في أن الوجود عند كل مدرك منحصر في مداركه . وبينا فساد ذلك و إن الوجود أوسع من أن يحاط به أو يستوفى إدراكه ب-ملته روحانيا أو جسمانيا . والذي يحصل من جميع ما قررناه من مذاهبهم أن الزء الروحاني إذا فارق القوى السمانية أدرك إدراكا ذاتيا له مختصا بصنف من الدارك وهي الوجودات التي أحاط بها علمنا وليس بعام الدراك في الوجودات كلها إذ لم تنحصر وأنه يبتهج بذلك النحو من الدراك ابتهاجا شديدا كما يبتهج الصبي بداركه ا ( سية في أول نشوءه و من لنا بعد ذلك بإدراك جميع الوجودات أو بحصول السعادة التي وعدنا بها الشارع إن لم نعمل لها ، هيهات هيهات لا توعدون . وأما قولهم إن النسان مستقل بتهذيب نفسه وإصلحها بلبسة المود من ا ) لق وم-انبة الذموم فأمر مبني على أن ابتهاج للنفس بإدراكها الذي لها من ذاتها هو عي السعادة الوعود بها لن الرذائل عائقة للنفس عن تام إدراكها ذلك با يحصل لها من اللكات السمانية وألوانها . وقد بينا أن أثر السعادة والشقاوة و من وراء الدراكات السمانية والروحانية فهذا التهذيب الذي توصلوا إلى معرفته إنا نفعه في البه-ة الناشئة عن الدراك الروحاني فقط الذي هو على مقاييس وقواني . وأما ما وراء ذلك من السعادة التي وعدنا بها الشارع على امتثال ما أمر به من العمال و الخلق فأمر ل يحيط به مدارك الدركي . وقد تنبه لذلك زعيمهم أبو علي ابن سينا فقال في كتاب البدأ والعاد ما معناه : إن العاد الروحاني وأحواله هو ما يتوصل إليه بالبراهي العقلية والقاييس لنه على نسبة طبيعية محفوظة ووتيرة واحدة فلنا في البراهي عليه سعة . وأما العاد السماني وأحواله فل يكن إدراكه بالبرهان لنه ليس على نسبة واحدة وقد بسطته لنا الشريعة ا ( قة المدية فلنظر فيها وليرجع في أحواله إليها . فهذا العلم كما رأيته غير واف بقاصدهم التي حوموا عليها مع ما فيه من مخالفة الشرائع وظواهرها . وليس له فيما علمنا إل ثمرة واحدة وهي شحذ الذهن في ترتيب الدلة وا ج- ) لتحصيل ملكة الودة والصواب في البراهي . وذلك أن نظم القاييس وتركيبها على وجه الحكام والتقان هو كما شرطوه في صناعتهم النطيقية وقولهم بذلك في علومهم الطبيعية وهم كثيرا ما يستعملونها
|
مطاح
|
|