|
|
صفحة: 61
يا غلم واحسر عن رأسك ، وشمر عن ساقك ، وانض عن ذراعك ، وافتر عن أسنانك ، وأقبل وأدبر ، ففعل الغلم ذلك ، وقال : التاجر : بالله من ِ اشتراه؟ اشتراه والله أبو العباس ، من النخاس ، ضع الطست ، وهات البريق ، فوضعه الغلم ، وأخذه التاجر وقلبه وأدار فيه النظر ثم نقره ، فقال : انظر إلى هذا الشبه كأنه جذوة اللهب ، أو قطعة من الذهب ، شبه الشام ، وصنعة العراق ، ليس من خلقان العلق قد عرف دور اللوك ودارها ، تأمل حسنه وسلني متى اشتريته؟ اشتريته والله عام ال-اعة ، وادخرته لهذه الساعة ، يا غلم البريق ، فقدمه وأخذه التاجر فقلبه ثم قال وأنبوبه منه ل يصلح هذا البريق إل لهذا الطست ، ول يصلح هذا الطست إل مع هذا الدست ، ول يحسن هذا الدست إل في هذا البيت ، ول ي-مل هذا البيت إل مع هذا الضيف ، أرسل الاء يا غلم ، فقد حان وقت الطعام ، بالله ترى هذا الاء ما أصفاه ، أزرق كعي السنور ، وصاف كقضيب البلور ، استقى من الفرات ، واستعمل بعد البيات ، ف-اء كلسان الشمعة ، في صفاء الدمعة ، وليس الشان في السقاء ، الشان في الناء ، ل يدلك على نظافة أسبابه ، أصدق من نظافة شرابه ، وهذا النديل سلني عن قصته ، فهو نسج جرجان ، وعمل أرجان ، وقع إلي فاشتريته ، فاتخذت امرأتي بعضه سراويل ، واتخذت بعضه منديل ، دخل في سراويلها عشرون ذراعا ، وانتزعت من يدها هذا القدر انتزاعا ، وأسلمته إلى الطرز حتى صنعه كما تراه وطرزه ، ثم رددته من السوق ، وخزنته في الصندوق ، وأدخرته للظراف ، من الضياف لم تذله عرب العامة بأيديها ، ول النساء لآقيها ،
|
|
|