|
|
صفحة: 17
القامة السدية حدثنا عيسى بن هشام قال : كان يبلغني من مقامات السكندري ومقالته ما يصغى إليه النفور ، وينتفض له العصفور ، ويروي لنا من شعره ما يتزج بأجزاء النفس رقة ، ويغمض عن أوهام الكهنة دقة ، وأنا أسأل الله بقاءه ، حتى أرزق لقاءه ، وأتع-ب من قعود همته بحالته ، مع حسن آلته ، وقد ضرب الدهر شؤونه ، بأسداد دونه ، وهلم جرا ، إلى أن اتفقت لي حاجة بحمص فشحذت إليها ا ( رص ، في صحبة أفراد كن-وم الليل ، أحلس لظهور ا ) يل ، وأخذنا الطريق ننتهب مسافته ، ونستأصل شأفته ، ولم نزل نفري أسنمة الن-اد بتلك الياد ، حتى صرن كالعصي ، ورجعن كالقسي ، وتاخ لنا واد في سفح جبل ذي ألء وأثل ، كالعذارى يسرحن الضفائر ، وينشرن الغدائر ، ومالت الهاجرة بنا إليها ، ونزلنا نغور ونغور ، وربطنا الفراس بالمراس ، وملنا مع النعاس ، فما راعنا إل صهيل ا ) يل ، ونظرت إلى فرسي وقد أرهف أذنيه ، وطمح بعينيه ، ي-ذ قوى ا ( بل بشافره ، ويخد خد الرض بحوافره ، ثم اضطربت ا ) يل فأرسلت البوال ، وقطعت ا ( بال ، وأخذت نحو البال ، وطار كل واحد منا إلى سلحه؛ فإذا السبع في فروة الوت ، قد طلع من غابه ، منتفخا في إهابه ،
|
|
|