|
|
صفحة: 14
والله فعلت ذلك ، وسفرت بي اللوك الصيد ، وكشفت أستار ا ) طوب السود ، أنا والله شهدت حتى مصارع العشاق ، ومرضت حتى لرض الحداق ، وهصرت الغصون الناعمات ، وأجتنيت ورد ا ) دود الوردات ، ونفرت مع ذلك عن الدنيا نفور طبع الكري عن وجوه اللئام ، ونبوت عن الخزيات نبو السمع الشريف عن شنيع الكلم والن لـما أسفر صبح الشيب ، وعلتني أبهة الكبر ، عمدت لصلح أمر العاد ، بإعداد الزاد ، فلم أر طريقا أهدى إلى الرشاد ما أنا سالكه ، يراني أحدكم راكب فرس ، ناثر هوس ، يقول : هذا أبو الع-ب ، ل ولكني أبو الع-ائب ، عاينتها وعانيتها ، وأم الكبائر قايستها وقاسيتها ، وأخو الغلق : صعبا وجدتها ، وهونا أضعتها ، وغاليا اشتريتها ، ورخيصا ابتعتها ، فقد والله صحبت لها الواكب ، وزاحمت الناكب ، ورعيت الكواكب ، وأنضيت الراكب ، دفعت إلى مكاره نذرت معها أل أدخر عن السلمي منافعها ، ول بد لي أن أخلع ربقة هذه المانة من عنقي إلى أعناقكم ، وأعرض دوائي هذا في أسواقكم ، فليشتر مني من ل يتقزز من موقف العبيد ، ول يأنف من كلمة التوحيد ، وليصنه من أنبت جدوده ، وسقى بالاء الطاهر عوده . قال عيسى بن هشام : فدرت إلى وجهه لعلم علمه فإذا هو والله شيخنا أبو الفتح السكندري ، وانتظرت إجفال النعامة بي يديه ، ثم تعرضت فقلت : كم يحل دواءك هذا؟ فقال : يحل الكيس ما شئت ، فتركته وانصرفت .
|
|
|