|
|
صفحة: 151
تلحي الغناء . ورابعها علم الهيئة وهو تعيي الشكال للفلك وحصر أوضاعها وتعددها لكل كوكب من السيارة والثابتة والقيام على معرفة ذلك من قبل ا ( ركات السماوية الشاهدة الوجودة لكل واحد منها ومن رجوعها واستقامتها وإقبالها وإدبارها . فهذه أصول العلوم الفلسفية وهي سبعة : النطق وهو القدم منها وبعده التعاليم فالرتاطيقي أول ثم الهندسة ثم الهيئة ثم الوسيقى ثم الطبيعيات ثم اللهيات ولكل واحد منها فروع تتفرع عنه . فمن فروع الطبيعيات الطب ومن فروع علم العدد علم ا ( ساب والفرائض و العاملت ومن فروع الهيئة الزياج وهي قواني ( ساب حركات الكواكب و تعديلها للوقوف على مواضعها متى قصد ذلك ومن فروعها النظر في الن-وم على الحكام الن-ومية ونحن نتكلم عليها واحدا بعد واحد إلى آخرها . واعلم أن أكثر من عني بها في الجيال الذين عرفنا أخبارهم المتان العظيمتان في الدولة قبل السلم وهما فارس والروم فكانت أسواق العلوم نافقة لديهم على ما بلغنا لا كان العمران موفورا فيهم والدولة والسلطان قبل السلم وعصره لهم فكان لهذه العلوم بحور زاخرة في آفاقهم وأمصارهم . وكان للكلدانيي ومن قبلهم من السريانيي ومن عاصرهم من القبط عناية بالسحر والن-امة وما يتبعها من الطلسم وأخذ ذلك عنهم الم من فارس ويونان فاختص بها القبط وطمى بحرها فيهم كما وقع في التلو من خبر هاروت وماروت وشأن السحرة وما نقله أهل العلم من شأن البراري بصعيد مصر . ثم تتابعت اللل بحظر ذلك وتريه فدرست علومه وبطلت كأن لم تكن إل بقايا يتناقلها منتحلو هذه الصنائع . والله أعلم بصحتها . مع أن سيوف الشرع قائمة على ظهورها مانعة من اختبارها . وأما الفرس فكان شأن هذه العلوم العقلية عندهم عظيما ونطاقها متسعا لا كانت عليه دولتهم من الضخامة واتصال اللك . ولقد يقال إن هذه العلوم إنا وصلت إلى يونان منهم حي قتل السكندر دارا وغلب على ملكة الكينية فاستولى على كتبهم وعلومهم . إل أن السلمي لا افتتحوا بلد فارس ، وأصابوا من كتبهم وصحائف علومهم ما ل يأخذه ا ( صر ولا فتحت أرض فارس ووجدوا فيها كتبا كثيرة كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن ا ) طاب ليستأذنه في شأنها وتنقيلها للمسلمي . فكتب إليه عمر أن اطرحوها في الاء . فإن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه وإن يكن ضلل فقد كفانا الله . فطرحوها في الاء أو في النار وذهبت علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا . وأما الروم فكانت الدولة منهم ليونان أول وكان لهذه العلوم بينهم م-ال رحب وحملها مشاهير من رجالهم مثل أساطي ا ( كمة وغيرهم . واختص فيها الشاءون منهم أصحاب الرواق بطريقة حسنة في التعليم كانوا يقرؤون في رواق يظلم من الشمس والبرد على ما
|
مطاح
|
|