|
|
صفحة: 148
العمر . ل تشذ بالغفلة عن الفكر بوجه إذا كان الدراك الول قويا ، وإذا كان إنا يتذكر الرؤيا بعد النتباه من النوم بإعمال الفكر والوجهة إليها ، وينسى الكثير من تفاصيلها حتى يتذكرها فليست الرؤيا بصادقة ، وإنا هي من أضغاث الحلم . وهذه العلمات من خواص الوحي . قال الله تعالى لنبيه : › ل ترك به لسانك لتع-ل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه والرؤيا لها نسبة من النبوة والوحي كما في الصحيح . قال : › الرؤيا جزء من ستة وأربعي جزءا من النبوة فلخواصها أيضا نسبة إلى خواص النبوة . بذلك القدر ، فل تستبعد ذلك ، فهذا وجه ا ( ق . والله ا ) الق لا يشاء . وأما معنى التعبير فاعلم أن الروح العقلي إذا أدرك مدركة وألقاه إلى ا ) يال فصوره فإنا يصوره في الصور الناسبة لذلك العنى بعض الشيء كما يدرك معنى السلطان العظم فيصوره ا ) يال بصورة البحر أو يدرك العداوة فيصورها ا ) يال في صورة ا ( ية . فإذا استيقظ وهو لم يعلم من أمره إل أنه رأى البحر أو ا ( ية فينظر العبر بقوة التشبيه بعد أن يتيقن أن البحر صورة محسوسة و أن الدرك وراءها وهو يهتدي بقرائن أخرى تعي له الدرك فيقول مثل : هو السلطان لن البحر خلق عظيم يناسب أن يشبه بها السلطان وكذلك ا ( ية يناسب أن تشبه بالعدو لعظم ضررها وكذا الواني تشبه بالنساء لنهن أوعية وأمثال ذلك . ومن الرئي ما يكون صريحا ل يفتقر إلى تعبير للئها و وضوحها أو لقرب الشبه فيها بي الدرك وشبهه . ولهذا وقع في الصحيح الرؤيا ثلث : رؤيا من الله ورؤيا من اللك ورؤيا من الشيطان . فالرؤيا التي من الله هي الصريحة التي ل تفتقر إلى تأويل و التي من اللك هي الرؤيا الصادقة تفتقر إلى التعبير و الرؤيا التي من الشيطان هي الضغاث . واعلم أن ا ) يال إذا ألقى إليه الروح مدركه . فإنا يصوره في القوالب العتادة للحس وما لم يكن ا ( س أدركه قط من القوالب فل يصور فيه شيئا فل يكن من ولد أعمى أن يصور له السلطان بالبحر ول العدوبا ( ية ول النساء بالواني لنه لم يدرك شيئا من هذه وإنا يصور له ا ) يال أمثال هذه في شبهها ومناسبها من جنس مداركه التي هي السموعات والشمومات . وليتحفظ العبر من مثل هذا فربا اختلط به التعبير وفسد قانونه . ثم إن علم التعبير علم بقواني كلية يبني عليها العبر عبارة ما يقص عليه . وتأويله كما يقولون : البحر يدل على السلطان ، وفي موضع آخر يقولون : البحر يدل على الغيظ ، وفي موضع آخر يقولون : البحر يدل على الهم والمر الفادح . ومثل ما يقولون : ا ( ية تدل على العدو ، وفي موضع آخر يقولون : هي كات سر ، وفي موضع آخر يقولون : تدل على ا ( ياة وأمثال ذلك . فيحفظ العبر هذه القواني الكلية ، ويعبر في كل موضع با
|
مطاح
|
|