|
|
صفحة: 147
عالم المر بذاته إذ حقيقته وذاته عي الدراك . وإنا ينع من تعلقه للمدارك الغيبية ما هو فيه من ح-اب الشتغال بالبدن وقواه وحواشه . فلو قد خل من هذا ا - ) اب وترد عنه لرجع إلى حقيقته وهو عي الدراك فيعقل كل مدرك . فإذا ترد عن بعضها خفت شواغله فلبد له من إدراك لة من عاله بقدر ما ترد له وهو في هذه ا ( الة قد خفت شواغل ا ( س الظاهر كلها وهي الشاغل العظم فاستعد لقبول ما هنالك من الدارك اللئقة من عاله . وإذا أدرك ما يدرك من عواله رجع به إلى بدنه . إذ هو ما دام في بدنه جسماني ل يكنه التصرف إل بالدارك السمانية . والدارك السمانية للعلم إنا هي الدماغية والتصرف منها هو ا ) يال . فإنه ينتزع من الصور السوسة صورا خيالية ثم يدفعها إلى ا ( افظة تفظها له إلى وقت ا ( اجة إليها عند النظر والستدلل . وكذلك ترد النفس منها صورا أخرى نفسانية عقلية فيترقى الت-ريد من السوس إلى العقول وا ) يال واسطة بينهما . ولذلك إذا أدركت النفس من عالها ما تدركه ألقته إلى ا ) يال فيصوره بالصورة الناسبة ويدفعه إلى ا ( س الشترك فيراه النائم كأنة محسوس فيتنزل الدرك من الروح العقلي إلى ا ( سي . وا ) يال أيضا واسطة . هذه حقيقة الرؤيا . ومن هذا التقرير يظهر لك الفرق بي الرؤيا الصا ( ة وأضغاث الحلم الكاذبة فإنها كلها صور في ا ) يال حالة النوم . ولكن إن كانت تلك الصور متتزلة من الروح العقلي الدرك فهو رؤيا . وإن كانت مأخوذة من الصور التي في ا ( افظة التي كان ا ) يال أودعها إياها منذ اليقظة فهي أضغاث أحلم . واعلم أن للرؤيا الصادقة علمات تؤذن بصدقها وتشهد بصحتها فيستشعر الرائي البشارة من الله ما ألقى إليه في نومه : فمنها سرعة انتباه الرائي عندما يدرك الرؤيا ، كأنة يعاجل الرجوع إلى ا ( س باليقظة ولو كان مستغرقا في نومه ، لتقل ما ألقي عليه من ذلك الدراك فيفر من تلك ا ( الة إلى حالة ا ( س التي تبقى النفس فيها منغمسة بالبدن وعوارضه ، ومنها ثبوت ذلك الدراك ودوامه بانطباع تلك الرؤيا بتفاصيلها في حفظه فل يتخيلها سهو ول نسيان . ول يحتاج إلى إحضارها بالفكر والتذكير ، بل تبقى متصورة في ذهنه إذا انتبه . ول يغرب عنه شيء منها ، لن الدراك النفساني ليس بزماني ول يلحقه ترتبت ، بل يدركه دفعة في زمن فرد . وأضغاث الحلم زمانية . لنها في القوى الدماغية يستخرجها ا ) يال من ا ( افظة إلى ا ( س الشترك كما قلناه . وأفعال البدن كلها زمانية فيلحقها الترتيب في الدراك والتقدم والتأخر . ويعرض النسيان العارض للقوى الدماغية . وليس كذلك مدارك النفس الناطقة إذ ليست بزمانية ، ول ترتيب فيها . وما ينطبع فيها من الدراكات فينطبع دفعة واحدة في أقرب من لح البصر . وقد تبقى الرؤيا بعد النتباه . حاضرة في ا ( فظ أياما من
|
مطاح
|
|