|
|
صفحة: 132
والحوال الختصة بالنبياء ، والطور الرابع شاهده ما تنزل على النبياء من وحي الله تعالى في العاد وأحوال البرزخ والقيامة ، مع أن العقل يقتضي به ، كما نبهنا الله عليه ، في كثير من آيات البعثة . ومن أوضح الدللة على صحتها أن أشخاص النسان لو لم يكن لهم وجود آخر بعد الوت غير هذه الشاهد يتلقى فيه أحوال تليق به . لكان إي-اده الول عبثا . إذ الوت إذا كان عدما كان مآل الشخص إلى العدم . فل يكون لوجوده الول حكمة . والعبث على ا ( كيم محال . وإذا تقررت هذه الحوال الربعة ، فلنأخذ في بيان مدارك النسان فيها كيف تختلف اختلفا بينا يكشف لك غور التشابه . فأما مداركه في الطور الول فواضحة جلية . قال الله تعالى : والله أخرجكم من بطون أمهاتكم ل تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والبصار والفئدة . فبهذه الدارك يستولي على ملكات العارف ويستكمل حقيقة إنسانية ويوفي حق العبادة الفضية به إلى الن-اة . وأما مداركه في الطور الثاني . وهو طور النوم . فهي الدارك التي في ا ( س الظاهر بعينها . لكن ليست في الوارح كما هي في اليقظة . لكن الرأي يتيقن كل شيء أدركه في نومه ل يشك فيه ول يرتاب . مع خلو الوارح عن الستعمال العادي لها . والناس في حقيقة هذه ا ( ال فريقان : ا ( كماء ، يزعمون أن الصور ا ) يالية يدفعها ا ) يال بحركة الفكر إلى ا ( س الشترك الذي هو الفصل الشترك بي ا ( س الظاهر وا ( س الباطن . فتصور محسوسة بالظاهر في ا ( واس كلها . ويشكل عليهم هذا بأن الرائي الصادقة التي هي من الله تعالى أو من اللك أثبت وأرسخ في الدراك من الرائي ا ) يالية الشيطانية ، مع أن ا ) يال فيها على ما قرروه واحد . الفريق الثاني : التكلمون . أجملوا فيها القول . وقالوا : هو إدراك يخلقه الله في ا ( اسة فيقع كما يقع في اليقظة . وهذا أليق وإن كنا ل نتصور كيفيته . وهذا الدراك النومي أوضح شاهد على ما يقع بعده من الدارك ا ( سية في الطوار . وأما الطور الثالث ، وهو طور النبياء . فالدارك ا ( سية فيها م-هولة الكيفية . عند وجدانيته عندهم بأوضح من اليقي . فيرى النبي الله واللئكة . ويسمع كلم الله منه أو من اللئكة . ويرى النة والنار ، والعرش والكرسي ، ويخترق السموات السبع في إسرائه ويركب البراق فيها ، ويلقى النبيي هنالك . ويصلى بهم ، ويدرك أنواع الدارك ا ( سية كما يدرك في طوره السماني والنومي ، بعلم ضروري يخلقه الله له ، ل بالدراك العادي للبشر في الوارح . ول يلتفت في ذلك إلى ما يقوله ابن سينا من تنزيله أمر النبوة على أمر النوم في دفع ا ) يال صورة إلى ا ( س الشترك .
|
مطاح
|
|