|
|
صفحة: 128
طاهر وهادي و أمثال ذلك . والنقل الصحيح متعذر ، في-يء التشابه فيها من هذا الوجه . وأما الوحي واللئكة والروح والن ، فاشتباهها من حاء دللتها ا ( قيقية لنها غير متعارفة ، ف-اء التشابه فيها من أجل ذلك . وقد أ ( ق بعض الناس بها كل ما في معناها من أحوال القيامة و النة والدجال والفت والشروط ، وما هو بخلف العوائد الألوفة ، وهو غير بعيد ، إل أن المهور ل يوافقونهم عليه . وسيما التكلمون فقد عينوا محاملها على ما تراه في كتبهم ، ولم يبق من التشابه إل الصفات التي وصف الله بها نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه ، ما يوهم ظاهره نقصا أو تع-يزا . وقد اختلف الناس في هذه الظواهر من بعد السلف الذين قررنا مذهبهم . وتنازعوا وتطرقت البدع إلى العقائد . فلنشر إلى بيان مذاهبهم وإيثار الصحيح منه على الفاسد فنقول ، وما توفيقي إل بالله : اعلم أن الله سبحانه وصف نفسه في كتابه بأنه عالم ، قادر ، شديد ، حي ، سميع ، بصير . متكلم ، جليل ، كري ، جواد ، منعم ، عزيز ، عظيم . وكذا أثبت لنفسه اليدين والعيني والوجه والقدم واللسان ، إلى غير ذلك من الصفات : فمنها ما يقتضي صحة ألوهية . مثل العلم والقدرة والرادة . ثم ا ( ياة التي هي شرط جميعها ، ومنها ما هي صفة كمال ، كالسمع والبصر والكلم ، ومنها ما يوهم النقص كالستواء والنزول وال-يء ، وكالوجه و اليدين والعيني التي هي صفات الدثات . ثم أخبر الشارع أنا نرى ربنا يوم القيامة كالقمر ليلة البدر ، ل نضام في رؤيته كما ثبت في الصحيح . فأما السلف من الصحابة والتابعي فأثبتوا له صفات اللوهية والكمال وفوضوا إليه ما يوهم النقص ساكتي عن مدلوله . ثم اختلف الناس من بعدهم وجاء العتزلة فأثبتوا هذه الصفات أحكاما ذهنية م-ردة ، ولم يثبتوا صفة تقوم بذاته . وسموا ذلك توحيدا ، وجعلوا النسان خالقا لفعاله . ول تتعلق بها قدرة الله تعالى ، سيما الشرور والعاصي منها ، إذ يتنع على ا ( كيم فعلها . وجعلوا مراعاة الصلح للعباد واجبة عليه . وسموا ذلك عدل ، بعد أن كانوا أول يقولون بنفي القدر ، وأن المر كله فستأنف بعلم حادث وقدرة و إرادة كذلك ، كما ورد في الصحيح . وأن عبد الله بن عمر تبرأ من معبد الهني و أصحابه القائلي بذلك . وانتهى نفي القدر إلى واصل بن عطاء الغزالي ، منهم ، تلميذ ا ( سن البصري ، لعهد عبد اللك بن مروان . ثم آخرا إلى معمر السلمي ورجعوا عن القول به . وكان منهم أبو الهذيل العلف ، و هو شيخ العتزلة . أخذ الطريقة عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل . وكان من صفات القدر ، واتبع رأي الفلسفة في نفي الصفات الوجودية لظهور مذاهبهم يومئذ .
|
مطاح
|
|