|
|
صفحة: 115
فخالفوا الكثير منها بالبراهي التي أدلت إلى ذلك وبا أن كثيرا منها مقتبس من كلم الفلسفة في الطبيعيات واللهيات . فلما سبروها بعيار النطق ردهم إلى ذلك فيها ولم يعتقدوا بطلن الدلول من بطلن دليله كما صار إليه القاضي فصارت هذه الطريقة في مصطلحهم مباينة للطريقة الولى وتسمى طريقة التأخرين وربا أدخلوا فيها الرد على الفلسفة فيما خالفوا فيه من العقائد اليانية وجعلوهم من خصوم العقائد لتناسب الكثير من مذاهب البتدعة ومذاهبهم . وأول من كتب في طريقة الكلم على هذا النحى الغزالي رحمه الله وتبعه المام ابن ا ) طيب و جماعة قفوا أثرهم واعتمدوا تقليدهم ثم توغل التأخرون من بعدهم في مخالطة كتب الفلسفة والتبس عليهم شان الوضح في العلمي فحسبوه فيهما واحدا من اشتباه السائل فيهما . واعلم أن التكلمي لا كانوا يستدلون في أكثر أحوالهم بالكائنات وأحوالها على وجود البارئ وصفاته وهو نوع استدللهم غالبا . والسم الطبيعي الذي ينظر فيه الفيلسوف في الطبيعيات وهو بعض من هذه الكائنات . إل أن نظره فيها مخالف لنظر التكلم وهو ينظر في السم من حيث يتحرك ويسكن والتكلم ينظر فيه من حيث يدل على الفاعل . وكذا نظر الفيلسوف في اللهيات إنا هو نظر في الوجود الطلق وما يقتضيه لذاته ونظر التكلم في الوجود من حيث إنه يدل على الوجد . وبالملة فموضوع علم الكلم عند أهله إنا هو العقائد اليانية بعد فرضها صحيحة من الشرع من حيث يكن أن ستدل عليها بالدلة العقلية فترفع البدع وتزول الشكوك والشبيه عن تلك العقائد وإذا تأملت حال الفن قي حدوثه وكيف تدرج كلم الناس فيه صدرا بعد صدر وكلهم يفرض العقائد صحيحة ويستنهض ا ج- ) والدلة علمت حينئذ ما قررناه لك في موضوع الفن وأنه ل يعدوه . ولقد اختلطت الطريقتان عند هؤلء التأخرين والتبست مسائل الكلم بسائل الفلسفة بحيث ل يتميز أحد الفني من الخر . ول يحصل عليه طالبه من كتبهم كما فعله البيضاوي في الطوالع ومن جاء بعدة من علماء الع-م في جميع تآليفهم . إل أن هذه الطريقة قد يعنى بها بعض طلبة العلم للطلع على الذاهب والغراق في معرفة ا - ) اج لوفور ذلك فيها . وأما محاذاة طريقة السلف بعقائد علم الكلم فإنا هو في الطريقة القدية للمتكلمي وأصلها كتاب الرشاد وما حذا حذوة . ومن أراد إدخال الرد على الفلسفة في عقائده فعليه بكتب الغزالي والمام ابن ا ) طيب فإنها وإن وقع فيها مخالفة للصطلح القدي فليس فيها من الختلط في السائل واللتباس في الوضوع ما في طريقة هؤلء التأخرين من بعدهم وعلى الملة فينبغي أن يعلم أن هذا العلم الذي هو علم الكلم غير ضروري لهذا العهد على طالب العلم إذ اللحدة
|
مطاح
|
|