|
|
صفحة: 110
فهو أحرص على سعادتك وأعلم يا ينفغك لنه من طور فوق إدراكك ومن نطاق أوسع من نطاق عقلك وليس ذلك بقادح في العقل ومداركه بل العقل ميزان صحيح فأحكامه يقينية ل كذب فيها . غير أنك ل تطمع أن تزن به أمور التوحيد والخرة وحقيقة النبوة وحقائق الصفات اللهية وكل ما وراء طوره فإن ذلك طمع في محال . ومثال ذلك مثال رجل رأى اليزان الذي يوزن به الذهب فطمع أن يزن يه البال وهذا ل يدرك . على أن اليزان في أحكامه غير صادق لكن العقل قد يقف عنده ول يتعدى طوره حتى يكون له أن يحيط بالله ويصفاته فإنة ذرة من ذرات الوجود ا ( اصل منة . وتفطن في ومن يقدم على في هذه وقصور هذا الغلط العقل السمع أمثال القضايا فهمه واضمحلل رأيه فقد تبي لك ا ( ق من ذلك وإذ تبي ذلك فلعل السباب إذا تاوزت في الرتقاء نطاق إدراكنا ووجودنا خرجت عن أن تكون مدركة فيضل العقل في بيداء الوهام و يحار وينقطع . فإذا التوحيد هو الع-ز عن إدراك السباب وكيفيات تأثيرها وتفويض ذلك إلى خالقها اليط بها إذ ل فاعل غيرة وكلها ترتقي إليه وترجع إلى قدرته وعلمنا به إنا هو من حيث صدورنا عنة ل غير وهذا هو معنى ما نقل عن بعض الصديقي : الع-ز عن الدراك إدراك . ثم إن العتبر في هذا التوحيد ليس هو اليان فقط الذي هو تصديق حكمي فإن ذلك من حديث النفس وإنا الكمال فيه حصول صفة منه تتكيف بها النفس كما أن الطلوب من العمال والعبادات أيضا حصول ملكة الطاعة والنقياد وتفريغ القلب عن شواغل ما سوى العبود حتى ينقلب الريد السالك ربانيا . والفرق بي ا ( ال والعلم في العقائد فرق ما بي القول والتصاف . وشرحه أن كثيرا من الناس يعلم أن رحمة اليتيم والسكي قربة إلى الله تعالى مندوب إليها ويقول بذلك و يعترف به ويذكر مأخذه من الشريعة وهو لو رأى يتيما أو مسكينا من أبناء الستضعفي لفرعنه واستنكف أن يباشره فضل عن التمسح عليه للرحمة و ما بعد ذلك من مقامات العطف وا ( نو والصدقة . فهذا إنا حصل له من رحمة اليتيم مقام العلم ولم يحصل له مقام ا ( ال والتصاف . ومن الناس من يحصل له مع مقام العلم والعتراف بأن رحمة السكي قربة إلى الله تعالى مقام آخر أعلى من الول وهو التصاف بالرحمة وحصول ملكتها . فمتى رأى يتيما أو مسكينا بادر إليه و مسح عليه والتمس الثواب في الشفقة عليه ل يكاد يصبر عن ذلك و لو دفع عنه . ثم يتصدق عليه با حضره من ذات يده وكذا علمك بالتوحيد مع اتصافك به والعلم حاصل عن التصاف ضرورة وهو أوثق مبنى من العلم ا ( اصل قبل التصاف . وليس التصاف بحاصل عن م-رد العلم حتى يقع العمل ويتكرر مرارا غير منحصرة فترسخ اللكة ويحصل التصاف والتحقيق وي-يء العلم
|
مطاح
|
|