|
|
صفحة: 88
فكتب الكثير من ذلك و نقلت الثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعي وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي و الثعالبي وأمثال ذلك من الفسرين فكتبوا فيه ما شاء الله أن يكتبوه من الثار . ثم صارت علوم اللسان صناعية من الكلم في موضوعات اللغة وأحكام العراب والبلغة في التراكيب فوضعت الدواوين في ذلك بعد أن كانت ملكات للعرب ل يرجع فيها إلى نقل ول كتاب فتنوسي ذلك وصارت تتلقى من كتب أهل اللسان . فاحتيج إلى ذلك في تفسير القرآن لنه بلسان العرب وعلى منهاج بلغتهم . وصار التفسير على صنفي : تفسير نقلي مسند إلى الثار النقولة عن السلف وهي معرفة الناسخ والنسوخ وأسباب النزول ومقاصد الي . وكل ذلك ل يعرف إل بالنقل عن الصحابة . والتابعي . وقد جمع التقدمون في ذلك وأوعوا ، إل أن كتبهم ومنقولتهم تشتمل على الغث والسمي والقبول والردود . والسبب في ذلك أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ول علم وإنا غلبت عليهم البداوة والمية . وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء ما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب الكونات وبدء ا ) ليقة وأسرار الوجود فإنا يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى . وأهل التوراة الذين بي العرب يومئذ بادية مثلهم ول يعرفون من ذلك إل ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية . فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم ما ل تعلق له بالحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل أخبار بدء ا ) ليقة وما يرجع إلى ا ( دثان و اللحم وأمثال ذلك . وهؤلء مثل كعب الحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلم و أمثالهم . فامتلت التفاسير من النقولت عندهم في أمثال هذه الغراض أخبار موقوفة عليهم وليست ما يرجع إلى الحكام فيتحرى في الصحة التي ي-ب بها العمل . وتساهل الفسرون في مثل ذلك وملوا كتب التفسير بهذه النقولت . وأصلها كما قلناه عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ، ول تقيق عندهم بعرفة ما ينقلونه من ذلك إل أنهم بعد صيتهم وعظمت أقدارهم . لا كانوا عليه من القامات في الدين واللة ، فتلقيت بالقبول من يومئذ . فلما رجع الناس إلى التحقيق والتمحيص وجاء أبو محمد بن عطية من التأخرين بالغرب فلخص تلك التفاسير كلها وترى ما هو أقرب إلى الصحة منها ووضع ذلك في كتاب متداول بي أهل الغرب والندلس حسن النحى . وتبعه القرطبي في تلك الطريقة على منهاج واحد في كتاب آخر مشهور بالشرق . والصنف الخر من التفسير وهو ما يرجع إلى اللسان من معرفة اللغة والعراب والبلغة في تأدية العنى بحسب القاصد والساليب . وهذا الصنف من التفسير قل
|
مطاح
|
|