|
|
صفحة: 79
كانتا حاضرتي الغرب و الندلس و استبحر عمرانهما وكان فيهما للعلوم والصنائع أسواق نافقة و بحور زاخرة . ورسخ فيهما التعليم لمتداد عصورهما وما كان فيهما من ا ( ضارة . فلما خربتا انقطع التعليم من الغرب إل قليل كان في دولة الوحدين براكش مستفادا منها . ولم ترسخ ا ( ضارة براكش لبداوة الدولة الوحدية في أولها وقرب عهد انقراضها ببدئها فلم تتصل أحوال ا ( ضارة فيها إل في القل . وبعد انقراض الدولة براكش ارتل إلى الشرق من أفريقية القاضي أبو القاسم بن زيتون لعهد أواسط الائة السابعة فأدرك تلميذ المام ابن ا ) طيب فأخذ عنهم ولقن تعليمهم . وحذق في العقليات والنقليات ورجع إلى تونس بعلم كثير وتعليم حسن . وجاء على أثره من الشرق أبو عبد الله بن شعيب الدكالي . كان ارتل إليه من الغرب فأخذ عن مشيخة مصر ورجع إلى تونس واستقر بها وكان تعليمه مفيدا فأخذ عنهما أهل تونس . واتصل سند تعليمهما في تلميذهما جيل بعد جيل حتى انتهى إلى القاضي محمد بن عبد السلم . شارح بن ا ( اجب و تلميذه وانتقل من تونس إلى تلمسان في ابن المام وتلميذه . فإنه قرأ مع ابن عبد السلم على مشيخة واحدة في م-الس بأعيانها وتلميذ ابن عبد السلم بتونس وابن المام بتلمسان لهذا العهد إل أنهم من القلة بحيث يخشى انقطاع سندهم . ثم ارتل من زواوة في آخر الائة السابعة أبو علي ناصر الدين الشدالي وأدرك تلميذ أبي عمرو بن ا ( اجب وأخذ عنهم ولقن تعليمهم . وقرأ مع شهاب الدين القرافي في م-الس واحدة وحذق في العقليات والنقليات . ورجع إلى الغرب بعلم كثير وتعليم مفيد . ونزل بب-اية واتصل سند تعليمه في طلبتها . وربا انتقل إلى تلمسان عمران الشدالي من تلميذه وأوطنها وبث طريقته فيها . وتلميذه لهذا العهد بب-اية و تلمسان قليل أو أقل من القليل . وبقيت فاس وسائر أقطار الغرب خلوا من حسن التعليم من لدن انقراض تعليم قرطبة والقيروان ولم يتصل سند التعليم فيهم فعصر عليهم حصول اللكة وا ( ذق في العلوم . وأيسر طرق هذه اللكة فتق اللسان بالاورة والناظرة في السائل العلمية فهو الذي يقرب شأنها ويحصل مرامها . فت-د طالب العلم منهم بعد ذهاب الكثير من أعمارهم في ملزمة ال-الس العلمية سكوتا ل ينطقون و ل يفاوضون وعنايتهم با ( فظ أكثر من ا ( اجة . فل يحصلون على طائل من ملكة التصرف في العلم والتعليم ثم بعد تصيل من يرى منهم أنه قد حصل تد ملكته قاصرة في علمه إن فاوض أو ناظر أو علم وما أتاهم القصور إل قبل التعليم وانقطاع سنده . وإل فحفظهم أبلغ من حفظ سواهم لشدة عنايتهم به ، وظنهم أنه القصود من اللكة العلمية وليس كذلك . وما يشهد بذلك في الغرب أن الدة العينة لسكنى طلبة العلم بالدارس عندهم ست عشرة سنة
|
مطاح
|
|