|
|
صفحة: 56
ثم بعد ذلك تراجع النفساء وتاذيها بالغمز واللينة ) روج أغشية الني لنها ربا تتأخر عن خروجه قليل . ويخشى عند ذلك أن تراجع الاسكة حالها الطبيعية قبل استكمال خروج الغشية وهي فضلت فتتعفن ويسري عفنها إلى الرحم فيقع الهلك فتحاذر القابلة هذا وتاول في إعانة الدفع إلى أن تخرج تلك الغشية التي كانت قد تأخرت ثم ترجع إلى الولود فتمرخ أعضاءه بالدهان والذرورات القابضة لتشده وتفف رطوبات الرحم وتنكه لرفع لهاته وتسعطه لستفرا / نطوف دماغه وتغرغره باللعوق لدفع السدد من معاه وتويفها عن اللتصاق . ثم تداوي النفساء بعد ذلك من الوهن الذي أصابها بالطلق وما ( ق رحمها من ألم النفصال ، إذ الولود إن لم يكن عضوا طبيعيا فحالة التكوين في الرحم صيرته باللتحام كالعضو التصل فلذلك كان في انفصاله ألم يقرب من ألم القطع . وتداوي مع ذلك ما يلحق الفرج من ألم من جراحة التمزيق عند الضغط في ا ) روج . وهذه كلها أدواء ند هولء القوابل أبصر بدوائها . وكذلك ما يعرض للمولود مدة الرضاع من أدواء في بدنه إلى حي الفصال ندهن أبصر بها من الطبيب الاهر . وما ذاك إل لن بدن النسان في تلك ا ( الة إنا هو بدن إنساني بالقوة فقط . فإذا جاوز الفصال صار بدنا إنسانيا بالفعل فكانت حاجته حينئذ إلى الطبيب أشد . فهذه الصناعة كما تراه ضرورية في العمران للنوع النساني ، ل يتم كون أشخاصه في الغالب دونها . وقد يعرض لبعض أشخاص النوع الستغناء عن هذه الصناعة ، إما بخلق الله ذلك لهم مع-زة و خرقا للعادة كما في حق النبياء صلوات الله وسلمه عليهم أو بإلهام و هداية يلهم لها الولود ويفطرعليها فيتم وجودهم من دون هذه الصناعة . فأما شأن الع-زة من ذلك فقد وقع كثيرا . ومنه ما روي أن النبي › ولد مسرورا مختونا واضعا يديه على الرض شاخصا ببصره إلى السماء . وكذلك شأن عيسى في الهد و غير ذلك . وأما شأن اللهام فل ينكر . وإذا كانت ا ( يوانات الع-م تختص بغرائب اللهامات كالنحل وغيرها فما ظنك بالنسان الفضل عليها . وخصوصا بن اختص بكرامة الله . ثم اللهام العام للمولودين في القبال على الثدي أوضح شاهد على وجوب اللهام العام لهم . فشأن العناية اللهية أعظم من أن يحاط به . ومن هنا يفهم بطلن رأي الفارابي وحكماء الندلس فيما احت-وا به لعدم انقراض اللواح و استحالة انقطاع الكونات . وخصوصا في النوع النساني ، وقالوا : لو انقطعت أشخاصه لستحال وجودها بعد ذلك لتوقفه على وجود هذه الصناعة التي ل يتم كون النسان إل بها . إذ لو قدرنا مولودا دون هذه الصناعة و كفالتها إلى حي الفصال لم يتم بقاؤه أصل . ووجود الصنائع دون الفكر متنع لنها ثمرته وتابعة له . وتكلف ابن سينا في الرد على
|
مطاح
|
|