|
|
صفحة: 36
الفصل السابع عشر في أن الصنائع إنا تكمل بكمال العمران الضري وكثرته والسبب في ذلك أن الناس ما لم يستوف العمران ا ( ضري و تتمدن الدينة إنا همهم في الضروري من العاش وهو تصيل القوات من ا ( نطة وغيرها . فإذا تدنت الدبنة وتزايدت فيها العمال ووفت بالضروري وزادت عليه صرف الزائد وإنا إلى الكمالت من العاش . ثم إن الصنائع والعلوم إنا هي للنسان من حيث فكره الذي يتميز به عن ا ( يوانات والقوت له من حيث ا ( يوانية والغذائية فهو مقدم لضرورته على العلوم و الصنائع وهي متأخرة عن الضروري . وعلى مقدار عمران البلد تكون جودة الصنائع للتأنق فيها و إنا و است-ادة ما يطلب منها بحيث تتوفر دواعي الترف والثروة وأما العمران البدوي أو القليل فل يحتاج من الصنائع إل البسيط خاصة الستعمل في الضروريات من نار أو حداد او خياط أو حائك أو جزار . و إذا وجدت هذه بعد فل توجد فيه كاملة ول مست-ادة وإنا يوجد منها بقدار الضرورة إذ هي كلها وسائل إلى غيرها و ليست مقصودة لذاتها . وإذا زخر بحر العمران وطلبت فيه الكمالت كان من جملتها التأنق في الصنائع واست-ادتها فكملت ب-ميع متمماتها وتزايدت صنائع أخرى معها ما تدعو إليه عوائد الترف وأحواله من جزار ودبا / وخراز وصائغ وأمثال ذلك . وقد تنتهي هذه الصناف إذا استبحر العمران إلى أن يوجد فيها كثير من الكمالت والتأنق فيها في الغاية وتكون من وجوه العاش في الصر لنتحلها . بل تكون فائدتها من أعظم فوائد العمال لا يدعو إليه الترف في الدينة مثل الدهان والصفار وا ( مامي والطباخ والشماع والهراس ومعلم الغناء والرقص وقرع الطبول على الترقيع . ومثل الوراقي الذين يعانون صناعة انتساخ
|
مطاح
|
|