|
|
صفحة: 34
الفصل الامس عشر في أن خلق الت-ارة نازلة عن خلق الرؤساء وبعيدة من الروءة قد قدمنا في الفصل قبله أن التاجر مدفوع إلى معاناة البيع والشراء وجلب الفوائد والرباح ول بد في ذلك من الكايسة والماحكة والتحذلق ومارسة ا ) صومات والل-اج وهي عوارض هذه ا ( رفة . وهذه الوصاف نقص من الذكاء والروءة وترح فيها لن الفعال ل بد من عود آثارها على النفس . فأفعال ا ) ير تعود بآثار ا ) ير و الذكاء وأفعال الشر والسفسفة تعود بضد ذلك فتتمكن وترسخ إن سبقت وتكررت وتنقص خلل ا ) ير إن تأخرت عنها با ينطبع من آثارها الذمومة في النفس شأن اللكات الناشئة عن الفعال . وتتفاوت هذه الثار بتفاوت أصناف الت-ار في أطوارهم فمن كان منهم سافل الطور محالفا لشرار الباعة أهل الغش وا ) لبة وا ) ديعة والف-ور في الثمان إقرارا وإنكارا . كانت رداءة تلك ا ) لق عنه أشد وغلبت عليه السفسفة وبعد عن الروءة واكتسابها بالملة . وإل فل بد له من تأثير الكايسة والماحكة في مروءته ، وفقدان ذلك منهم في الملة . ووجود الصنف الثاني منهم الذي قدمناه في الفصل قبلة أنهم يدرعون بالاه و يعوض لهم من مباشرة ذلك ، فهم نادر وأقل من النادر . وذلك أن يكون الال قد يوجد عنده دفعة بنوع غريب أو ورثه عن أحد من أهل بيته فحصلت له ثروة تعينه على التصال بأهل الدولة وتكسبه ظهورا وشهرة بي أهل عصره فيرتفع عن مباشرة ذلك بنفسه ويدفعه إلى من يقوم له به من وكلئه وحشمه . ويسهل له ا ( كام النصفة في حقوقهم با يؤنسونه من بره وإتافه فيبعدونه عن تلك ا ) لق بالبعد عن معاناة الفعال القتضية لها كما مر . فتكون مروءتهم أرسخ وأبعد عن تلك الاجاة إل ما يسري من آثار تلك الفعال من وراء ا - ) اب فإنهم يضطرون إلى مشارفة أحوال أولئك الوكلء ورفاقهم أو خلفهم فيما يأتون أو يدرون من ذلك إل أنه قليل ول يكاد يظهر أثره والله خلقكم وما تعملون .
|
مطاح
|
|