|
|
صفحة: 28
الفصل العاشر في أي أصناف الناس يحترف بالت-ارة وأيهم ينبغي له اجتناب حرفها قد قدمنا أن معنى الت-ارة تنمية الال بشراء البضائع ومحاولة بيعها بأغلى من ثمن الشراء إما بانتظار حوالة السواق أو نقلها إلى بلد هي فيه أنفق وأغلى أو بيعها بالغلء على الجال . وهذا الربح بالنسبة إلى أصل الال يسير إل أن الال إذا كان كثيرا عظم الربح لن القليل في الكثير كثير . ثم ل بد في محاولة هذه التنمية الذي هو الربح من حصول هذا الال بأيدي الباعة في شراء البضائع و بيعها . ومعاملتهم في تقاضي أثمانها . وأهل النصفة قليل ، فل بد من الغش والتطفيف ال-حف بالبضائع ومن الطل في الثمان ال-حف بالربح . كتعطيل الاولة في تلك الدة وبها ناؤه . ومن الحود والنكار السحت لرأس الال إن لم يتقيد بالكتاب والشهادة ، وغنى ا ( كام في ذلك قليل لن ا ( كم إنا هو على الظاهر . فيعاني التاجر من ذلك أحوال صعبة . ول يكاد يحصل على ذلك التافه من الربح إل بعظم العناء والشقة ، أو ل يحصل أو يتلشى رأس ماله . فإن كان جريئا على ا ) صومة بصيرا با ( سبان شديد الماحكة مقداما على ا ( كام كان ذلك أقرب له إلى النصفة ب-راءته منهم وماحكته وإل فل بد له من جاه يدرع به ، يوقع له الهيبة عند الباعة و يحمل ا ( كام على إنصافه من معامليه فيحصل له بذلك النصفة في ماله طوعا في الول وكرها في الثاني وأما من كان فاقدا لل-راءة والقدام من نفسه فاقد الاه من ا ( كام فينبغي له أن ي-نب الحتراف بالت-ارة لنه يعرض ماله للضياع والذهاب ويصير مأكلة للباعة ول يكاد ينتصف منهم لن الغالب في الناس وخصوصا الرعاع والباعة شرهون إلى ما في أيدي الناس سواهم متوثبون عليه . ولول وازع الحكام لصبحت أموال الناس نهبا ولول دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الرض ولكن الله ذو فضل على العالي .
|
مطاح
|
|