|
|
صفحة: 16
حاجاته أو يكون عاجزا عنها لا ربي عليه من خلق التنعم والترف فيتخذ من يتولى ذلك له و يقطعه عليه أجرا من ماله . وهذه ا ( الة غير محمودة بحسب الرجولية الطبيعية للنسان إذ الثقة بكل أحد ع-ز ، ولنها تزيد في الوظائف وا ) رج وتدل على الع-ز وا ) نث الذي ينبغي في مذاهب الرجولية التنزه عنهما . إل أن العوائد تقلب طباع النسان إلى مألوفها فهو ابن عوائده ل ابن نسبه . ومع ذلك فا ) دي الذي يستكفى به ويوثق بغنائه كالفقود إذ ا ) دي القائم بذلك ل يعدو أربع حالت : إما مضطلع بأمره ول موثوق فيما يحصل بيده وإما بالعكس فيهما ، وهو أن يكون غير مضطلع بأمر ول موثوق فيما يحصل بيده و إما بالعكس في إحداهما فقط مثل أن يكون مضطلعا غير موثوق أو موثوقا غير مضطلع . فأما الول وهو الضطلع الوثوق فل يكن أحدا استعماله بوجه إذ هو باضطلعه و ثقته غني عن أهل الرتب الدنيئة ومحتقر لثال الجر من ا ) دمة لقتداره على أكثر من ذلك فل يستعمله إل المراء أهل الاه الغريض لعموم ا ( اجة إلى الاه . وأما الصنف الثاني وهو من ليس بضطلع ول موثوق فل ينبغي لعاقل استعماله لنه يح-ف بخدومه في المرين معا فيضيع عليه لعدم الصطناع تارة ويذهب ماله با ) يانة أخرى فهو على كل حال كل على موله . فهذان الصنفان ل يطمع أحد في استعمالهما . ولم يبق إل استعمال الصنفي الخرين : موثوق غير مضطلع و مضطلع غير موثوق وللناس في الترجيح بينهما مذهبان ، ولكل من الترجيحي وجه . إل أن الضطلع ولو كان غير موثوق أرجح لنه يؤمن من تضييعه ويحاول على التحرز من خيانته جهد الستطاعة وأما بعضهم نادرة أو غريبة من العمال السحرية يوه بها على تصديق ما بقي من دعواه وهو بعزل عن السحر وطرقه فتولع كثير من ضعفاء العقول ب-مع اليدي على الحتفار والتستر فيه بظلمات الليل مخافة الرقباء وعيون أهل الدول ، فإذا لم يعثروا على شيء ردوا ذلك إلى الهل بالطلسم الذي ختم به على ذلك الال يخادعون به أنفسهم عن إخفاق مطامعهم . والذي يحمل على ذلك في الغالب زيادة على ضعف العقل إنا هو الع-ز عن طلب العاش بالوجوه الطبيعية للكسب من الت-ارة والفلح والصناعة فيطلبونه بالوجوه النحرفة وعلى غير ال-رى الطبيعي من هذا وأمثاله ع-زا عن السعي في الكاسب وركونا إلى تناول الرزق من غير تعب ول نصب في تصيله واكتسابه ول يعلمون أنهم يوقعون أنفسهم بابتغاء ذلك من غير وجهه في نصب ومتاعب وجهد شديد أشد من الول ويعرضون أنفسهم مع ذلك لنال العقوبات . وربا يحمل على ذلك في الكثر زيادة الترف وعوائده وخروجها عن حد النهاية حتى تقصر عنها وجوه الكسب ومذاهبه ول تفي بطالبها . فإذا ع-ز عن الكسب بال-رى الطبيعي لم ي-د
|
مطاح
|
|