|
|
صفحة: 196
والكوس تعود إلى البياعات بالغلء لن السوقة والت-ار كلهم يحتسبون على سلعهم و بضائعهم جميع ما ينفقونه حتى في مؤنة أنفسهم فيكون الكس لذلك داخل في قيم البيعات وأثمانها . فتعظم نفقات أهل ا ( ضارة وتخرج عن القصد إلى السراف . ول ي-دون ولي-ة عن ذلك لا ملكهم من أثر العوائد وطاعتها وتذهب مكاسبهم كلها في النفقات و يتتابعون في الملق و ا ) اصة و يغلب عليهم الفقر ويقل الستامون للبضائع فتكسد السواق ويفسد حال الدينة وداعية ذلك كله إفراط ا ( ضارة والترف . وهذه مفسدات في الدينة على العموم في السواق والعمران . وأما فساد أهلها في ذاتهم واحدا واحدا على ا ) صوص فمن الكد والتعب في حاجات العوائد والتلون بألوان الشر في تصيلها و ما يعود على النفس من الضرر بعد تصيلها بحصول لون آخر من ألوانها . فلذلك يكثر منهم الفسق والشر والسفسفة والتحيل على تصيل العاش من وجهه ومن غير وجهه . وتنصرف النفس إلى الفكر في ذلك والغوص عليه واست-ماع ا ( يلة له فت-دهم أجرياء على الكذب والقامرة والغش وا ) لبة والسرقة والف-ور في اليان والربا في البياعات ثم تدهم لكثرة الشهوات واللذ الناشئة عن الترف أبصر بطرق الفسق ومذاهبه وال-اهرة به وبداوعيه واطراح ا ( شمة في ا ) وض فيه حتى بي القارب وذوي الرحام والارم الذين تقتضي البداوة ا ( ياء منهم في القذاع بذلك . وتدهم أيضا أبصر بالكر وا ) ديعة يدفعون بذلك ما عساه أن ينالهم من القهر وما يتوقعونه من العقاب على تلك القبائح حتى يصير ذلك عادة وخلقا لكثرهم إل من عصمه الله . ويوج بحر الدينة بالسفلة من أهل الخلق الذميمة وي-اريهم فيها كثير من ناشئة الدولة وولدانهم من أهمل عن التأديب وأهملته الدولة من عدادها وغلب عليه خلق الوار وإن كانوا أهل أنساب وبيوتات وذلك أن الناس بشر متماثلون وإنا تفاضلوا وتيزوا با ) لق واكتساب الفضائل واجتناب الرذائل . فمن استحكمت فيه صبغة الرذيلة بأي وجه كان ، وفسد خلق ا ) ير فيه ، لم ينفعه زكاء نسبه ول طيب منبته . ولهذا تد كثيرا من أعقاب البيوت وذوي الحساب والصالة وأهل الدول منطرحي في الغمار منتحلي للحرف الدنيئة في معاشهم با فسد من أخلقهم وما تلونوا به من صبغة الشر والسفسفة وإذا كثر ذلك في الدينة أو المة تأذن الله بخرابها وانقراضها وهو معنى قوله تعالى : وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا . ووجهه حينئذ إن مكاسبهم حينئذ ل تفي بحاجاتهم لكثرة العوائد ومطالبة النفس بها فل تستقيم أحوالهم . وإذا فسدت أحوال الشخاص واحدا واحدا اختل نظام الدينة وخربت وهذا معنى ما يقوله بعض أهل ا ) واص أن الدينة إذا كثر فيها غرس النارن تأذنت با ) راب حتى
|
مطاح
|
|