|
|
صفحة: 195
الفصل الثامن عشر في أن الضارة غاية العمران ونهاية لعمره وأنها مؤذنة بفساده قد بينا لك فيما سلف أن اللك والدولة غاية للعصبية وأن ا ( ضارة غاية للبداوة وأن العمران كله من بداوة وحضارة وملك وسوقة له عمر محسوس كما أن للشخص الواحد من أشخاص الكونات عمرا محسوسا وتبي في العقول والنقول أن الربعي للنسان غاية في تزايد قواه ونوها وأنه إذا بلغ سن الربعي وقفت الطبيعة عن أثر النشوء والنمو برهة ثم تأخذ بعد ذلك في النحطاط . فلتعلم أن ا ( ضارة في العمران أيضا كذلك لنه غاية ل مزيد وراءها وذلك أن الترف والنعمة إذا حصل لهل العمران دعاهم بطبعه إلى مذاهب ا ( ضارة والتخلق بعوائدها وا ( ضارة كما علمت هي التفن في الترف واست-اده أحواله والكلف بالصنائع التي تؤنق من أصنافه وسائر فنونه من الصنائع الهيئة للمطابخ أو اللبس أو الباني أو الفرش أو النية ولسائر أحوال النزل . وللتأنق في كل واحد من هذه صنائع كثيرة ل يحتاج إليها عند البداوة وعدم التأنق فيها . وإذا بلغ أن التأنق في هذه الحوال النزلية الغاية تبعه طاعة الشهوات فتتلون النفس من تلك العوائد بألوان كثيرة ل يستقيم حالها معها في دينها ول دنياها أما دينها فلستحكام صبغة العوائد التي يعسر نزعها وأما دنياها فلكثرة ا ( اجات والؤنات ائتي تطالب بها العوائد ويع-ز وينكب عن الوفاء بها . وبيانه أن ، الصر بالتفن في ا ( ضارة تعظم نفقات أهله وا ( ضارة تتفاوت بتفاوت العمران فمتى كان العمران أكثر كانت ا ( ضارة أكمل . وقد كنا قدمنا أن الصر الكثير العمران يختص بالغلء في أسواقه وأشعار حاجته . ثم تزيدها الكوس غلة لن ا ( ضارة إنا تكون عند انتهاء الدولة في استفحالها وهو زمن وضع الكوس في الدول لكثرة خرجها حينئذ كما تقدم .
|
مطاح
|
|