|
|
صفحة: 193
منه و إذا أبعدت عن السوق افتقدت البضائع جملة ثم أنه إذا اتصلت تلك الدولة و تعاقب ملوكها في ذلك الصر واحدا بعد واحد استحكمت ا ( ضارة فيهم وزادت رسوخا واعتبر ذلك في اليهود لا طال ملكهم بالشام نحوا من ألف وأربعمائة سني رسخت حضارتهم وحذقوا في أحوال العا ش وعوائده والتفن في صناعاته من الطاعم واللبس وسائر أحوال النزل حتى أنها لتؤخذ عنهم في الغالب إلى اليوم . ورسخت ا ( ضارة أيضا وعوائدها في الشام منهم و من دولة الروم بعدهم ستمائة سنة فكانوا في غاية ا ( ضارة . وكذلك أيضا القبط دام ملكهم في ا ) ليقة ثلثة آلف من السني فرسخت عوائد ا ( ضارة في بلدهم مصر وأعقبهم بها ملك اليونان والروم ثم ملك السلم الناسخ للكل . فلم تزل عوائد ا ( ضارة بها متصلة وكذلك أيضا رسخت عوائد ا ( ضارة باليمن لتصال دولة العرب بها منذ عهد العمالقة والتبابعة آلفا من السني وأعقبهم ملك مصر . وكذلك ا ( ضارة بالعراق لتصال دولة النبط والفرس بها من لدن الكلدانيي والكيانية والكسروية والعرب بعدهم آلفا من السني فلم يكن على وجه الرض لهذا العهد أحضر من أهل الشام والعراق ومصر . وكذا أيضا رسخت عوائد ا ( ضارة واستحكمت بالندلس لتصال الدولة العظيمة فيها للقوط ثم ما أعقبها من ملك بني أمية آلفا من السني وكلتا الدولتي عظيمة فاتصلت فيها عوائد ا ( ضارة واستحكمت . وأما أفريقية والغرب فلم يكن بها قبل السلم ملك ضخم إنا قطع الفرنة إلى أفريقية البحر وملكوا الساحل وكانت طاعة البربر أهل الضاحية لهم طاعة غير مستحكمة فكانوا على قلعة وأوفاز وأهل الغرب لم تاورهم دولة وإنا كانوا يبعثون بطاعتهم إلى القوط من وراء البحر ولا جاء الله بالسلم وملك العرب أفريقية والغرب لم يلبث فيهم ملك العرب إل قليل أول السلم وكانوا لذلك العهد في طور البداوة ومن استقر منهم بإفريقية والغرب لم ي-د بهما من ا ( ضارة ما يقلد فيه من سلفة إذ كانوا برابر منغمسي في البداوة ثم انتقض برابرة الغرب القصى لقرب العهود على ميسرة الطفري أيام هشام بن عبد اللك ولم يراجعوا أمر العرب بعد واستقلوا بأمر أنفسهم وإن بايعوا لدريس فل تعد دولته فيهم عربية لن البراير هم الذين تولوها ولم يكن من العرب فيها كثير عدد وبقيت أفريقية للغالبة ومن إليهم من العرب فكان لهم من ا ( ضارة بعض الشيء با حصل لهم من ترف اللك ونعيمه وكثرة عمران القيروان وورث ذلك عنهم كتامة ثم صنهاجة من بعدهم وذلك كله قليل لم يبلغ أربعمائة سنة وانصرمت دولتهم واستحالت صبغة ا ( ضارة با كانت غير مستحكمة وتغلب بدو العرب الهلليي عليها وخربوها وبقي أثر خفي من حضارة العمران فيها وإلى هذا العهد يونس فيمن
|
مطاح
|
|