|
|
صفحة: 188
أقرب . وجميع ما في أرضهم من البضاعة فإنا ي-لبونه إلى غير بلدهم للت-ارة . فلو كان الال عتيدا موفورا لديهم لا جلبوا بضائعهم إلى سواهم يبتغون بها الموال ول استغنوا عن أموال الناس بالملة . ولقد ذهب الن-مون لما رأوا مثل ذلك واستغربوا ما في الشرق من كثرة الحوال واتساعها ووفور أموالها فقالوا بأن عطايا الكواكب والسهام في مواليد الشرق أكثر منها حصصا في مواليد أهل الغرب وذلك صحيح من جهة الطابقة بي الحكام الن-ومية والحوال الرضية كما قلناه وهم إنا أعطوا في ذلك السبب الن-ومي وبقي عليهم أن يعطوا السبب الرضي وهو ما ذكرناه من كثرة العمران واختصاصه بأرض الشرق وأقطاره وكثرة العمران تفيد كثرة الكسب بكثرة قي العمال التي هي سببه فلذلك اختص الشرق بالرفه من بي الفاق ل إن ذلك ل-رد الثر الن-ومي . فقد فهمت ما أشرنا لك أول أنه ل يستقل بذلك وأن الطابقة بي حكمه وعمران الرض وطبيعتها أمر ل بد منه . واعتبر حال هذا الرفه من العمران في قطر أفريقية وبرقة لا خف سكنها وتناقص عمرانها كيف تلشت أحوال أهلها وانتهوا إلى الفقر وا ) صاصه . وضعفت جباياتها فقلت أموال دولها بعد أن كانت دول الشيعة وصنهاجة بها على ما بلغك من الرفه وكثرة البايات واتساع الحوال في نفقاتهم وأعطياتهم . حتى لقد كانت الموال ترفع من القيروان إلى صاحب مصر ( اجاته ومهماته وكانت أموال الدولة بحيث حمل جوهر الكاتب في سفر إلى فتح مصر ألف حمل من الال يستعد بها لرزاق النود وأعطياتهم ونفقات الغزاة . وقطر الغرب وأن كان في القدي دون أفريقية فلم يكن بالقليل في ذلك وكانت أحواله في دول الوحدين متسعة و جباياته موفورة وهو لهذا العهد قد أقصر عن ذلك لقصور العمران فيه وتناقصه فقد ذهب من عمران البربر فيه أكثره ونقص عن معهوده نقصا ظاهرا محسوسا ، وكاد أن يلحق في أحواله بثل أحوال أفريقية بعد أن كان عمرانه متصل من البحر الرومي إلى بلد السودان في طول ما بي السوس القصى وبرقة . وهي اليوم كلها أو أكثرها قفار وخلء وصحارى إل ما هو منها بسيف البحر أو ما يقاربه من التلول والله وارث الرض ومن عليها وهو خير الوارثي .
|
مطاح
|
|