|
|
صفحة: 178
الفصل الثامن في أن الباني والصانع في اللة السلمية قليلة بالنسبة إلى قدرتها وإلى من كان قبلها من الدول والسبب في ذلك ما ذكرنا مثله في البربر بعينه إذ العرب أيضا أعرق في البدو وأبعد عن الصنائع وأيضا فكانوا أجانب من المالك التي استولوا عليها قبل السلم ولا تلكوها لم ينفسح المد حتى تستوفي رسوم ا ( ضارة مع أنهم استغنوا با وجدوا من مباني غيرهم وأيضا فكان الدين أول المر مانعا من الغالة أو البنيان والسراف فيه في غير القصد كما عهد لهم عمر حي استأذنوه في بناء الكوفة با - ) ارة وقد وقع ا ( ريق في القصب الذي كانوا بنوا به من قبل فقال افعلوا و ل يزيدن أحد على ثلثة أبيات و ل تطاولوا في البنيان وألزموا السنة تلزمكم الدولة و عهد إلى الوفد وتقدم إلى الناس أن ل يرفعوا بنيانا فوق القدر قالوا : وما القدر؟ قال : ل يقربكم من السرف ول يخرجكم عن القصد فلما بعد العهد بالدين والتخرج في أمثال هذه القاصد وغلبت طبيعة اللك والترف واستقدم العرب أمة الفرس وأخذوا عنهم الصنائع والباني ودعتهم إليها أحوال الدعة والترف فحينئذ شيدوا الباني والصانع وكان عهد ذلك قريبا بانقراض الدولة ولم ينفسح المد لكثرة البناء واختطاط الدن والمصار إل قليل وليس كذلك غيرهم من الم فالفرس طالت مدتهم آلفا من السني و كذلك القبط و النبط والروم وكذلك العرب الولى من عاد وثمود والعمالقة والتبابعة طالت أمادهم ورسخت الصنائع فيهم فكانت مبانيهم وهياكلهم أكثر عددا وأبقى على اليام أثرا واستبصر في هذا تده كما قلت والله وارث الرض ومن عليها .
|
مطاح
|
|