|
|
صفحة: 177
الفصل السابع في أن الدن والمصار بإفريقية والغرب قليلة والسبب في ذلك أن هذه القطار كانت للبربر منذ آلف من السني قبل السلم وكان عمرانها كله بدويا ولم تستمر فيهم ا ( ضارة حتى تستكمل أحوالها والدول التي ملكتهم من الفرنة و العرب لم يطل أمد ملكهم فيهم حتى ترسخ ا ( ضارة منها فلم تزل عوائد البداوة و شؤونها فكانوا إليها أقرب فلم تكثر مبانيهم وأيضا فالصنائع بعيدة عن البربر لنهم أعرق في البدو والصنائع من توابع ا ( ضارة وإنا تتم الباني بها فل بد من ا ( ذق في تعلمها فلما لم يكن للبربر انتحال لها لم يكن لهم تشوق إلى الباني فضل عن الدن . وأيضا فهم أهل عصبيات وأنساب ل يخلو عن ذلك جمع منهم والنساب والعصبية أجنح إلى البدو وإنا يدعو إلى الدن الدعة والسكون ويصير ساكنها عيال على حاميتها فت-د أهل البدو لذلك يستنكفون عن سكنى الدينة أو القامة بها فل يدعو إلى ذلك إل الترف والغنى وقليل ما هو في الناس فلذلك كان عمران أفريقية والغرب كله أو أكثره بدويا أهل خيام وظواعن وقياطن وكن في البال وكان عمران بلد الع-م كله أو أكثره قرى وأمصارا و رساتيق من بلد الندلس والشام ومصر وعراق الع-م وأمثالها لن الع-م ليسوا بأهل أنساب يحافظون عليها ويتباهون في صراحتها والتحامها إل في القل وأكثر ما يكون سكنى البدو لهل النساب لن ( مة النسب أقرب وأشد فتكون عصبيته كذلك وتنزع بصاحبها إلى سكنى البدو والت-افي عن الصر الذي يذهب بالبسالة ويصيره عيال على غيره فأفهمه وقسى عليه والله سبحانه وتعالى أعلم به التوفيق .
|
مطاح
|
|