|
|
صفحة: 167
كما سمعه . والذي يكشف لك ا ( ق في ذلك أن هذه الهوية العفنة أكثر ما يهيئها لتعفي الجسام وأمراض ا ( ميات ركودها . فإذا تخللتها الريح وتفشت وذهبت بها يينا وشمال خف شأن العفن والرض البادي منها للحيوانات . والبلد إذا كان كثير الساكن وكثرت حركات أهله فيتموج الهواء ضرورة وتدث الريح التخللة للهواء الراكد ويكون ذلك معينا له على ا ( ركة والتموج وإذا خف الساكن لم ي-د الهواء معينا على حركته و توجه و بقي ساكنا راكدا وعظم عفنه وكثر ضرره . وبلد قابس هذه كانت عندما كانت أفريقية مست-دة العمران كثيرة الساكن توج بأهلها موجا فكان ذلك معينا على توج الهواء واضطرابه وتخفيف الذى منه فلم يكن فيها كثير عفن ول مرض ، وعندما خف ساكنها ركد هواؤها التعفن بفساد مياهها فكثر العفن والرض . فهذا و جهه ل غير . وقد رأينا عكس ذلك في بلد وضعت ولم يراع فيها طيب الهواء وكانت أول قليلة الساكن فكانت أمراضها كثيرة فلما كثر سكانها انتقل حالها عن ذلك و هذا مثل دار اللك بفاس لهذا العهد السمى بالبلد الديد وكثير من ذلك في العالم فتفهمه تد ما قلته لك . وأما جلب النافع والرافق للبلد فيراعى فيه أمور منها الاء بأن يكون البلد على نهر أو بإزائها عيون عذبة ثرة فإن وجود الاء قريبا من البلد يسهل على الساكني حاجة الاء وهي ضرورية فيكون لهم في وجوده مرفقة عظيمة عامة . وما يراعى من الرافق في الدن طيب الراعي لسائمتهم إذ صاحب كل قرار ل بد له من دوجن ا ( يوان للنتاج والضرع والركوب ول بد لها من الرعى فإذا كان قريبا طيبا كان ذلك أرفق بحالهم لا يعانون من الشقة في بعده وما راعى أيضا الزارع فإن الزروع هي القوات . فإذا كانت مزارع البلد بالقرب منها كان ذلك أسهل في اتخاذه وأقرب في تصيله ومن ذلك الش-ر للحطب والبناء فإن ا ( طب ما تعم البلوى في اتخاذه لوقوب النيران للصطلء والطبخ . وا ) شب أيضا ضروري لسقفهم وكثير ما يستعمل فيه ا ) شب من ضرورياتهم وقد يراعى أيضا قربها من البحر لتسهيل ا ( اجات القاصية من البلد النائية إل أن ذلك ليس بثابة الول وهذه كلها متفاوتة بتفاوت ا ( اجات وما تدعو إليه ضرورة الساكن . وقد يكون الواضع غافل عن حسن الختيار الطبيعي أو إنا يراعي ما هو أهم على نفسه وقومه ، ول يذكر حاجة غيرهم كما فعله العرب لول السلم في الدن التي اختطوها بالعراق وأفريقية فإنهم لم يراعوا فيها إل الهم عندهم من مراعي البل وما يصلح لها من الش-ر والاء اللح ولم يراعوا الاء ول الزارع ول ا ( طب ول مراعي السائمة من ذوات الظلف ول غير ذلك كالقيروان والكوفة والبصرة وأمثالها ولهذا كانت أقرب إلى ا ) راب ما لم تراع فيها المور الطبيعية .
|
مطاح
|
|