|
|
صفحة: 159
الفصل الول في أن الدول من الدن والمصار وأنها إنا توجد ثانية عن اللك وبيانه أن البناء واختطاط النازل إنا من منازع ا ( ضارة التي يدعو إليها الترف والدعة كما قدمناه وذلك متأخر عن البداوة ومنازعها وأيضا فالدن والمصار ذات هياكل وأجرام عظيمة وبناء كبير وهي موضوعة للعموم ل للخصوص فتحتاج إلى اجتماع اليدي وكثرة التعاون وليست من المور الضرورية للناس التي تعم بها البلوى حتى يكون نزوعهم إليها اضطرارا بل ل بد من إكراههم على ذلك وسوقهم إليه مضطهدين بعصا اللك أو مرغبي في الثواب والجر الذي ل يفي بكثرته إل اللك والدولة . فل بد في تصير المصار واختطاط الدن من الدولة واللك . ثم إذا بنيت الدينة وكمل تشييدها بحسب نظر من شيدها وبا اقتضته الحوال السماوية والرضية فيها فعمر الدولة حينئذ عمر لها فإن كان عمر الدولة قصيرا وقف ا ( ل فيها عند انتهاء الدولة وتراجع عمرانها وخربت وإن كان أمد الدولة طويل ومدتها منفسحة فلتزال الصانع فيها تشاد والنازل الرحيبة تكثر و تتعدد و نطاق السواق يتباعد وينفسح إلى أن تسمع ا ) طة وتبعد السافة وينفسح ذرع الساحة كما وقع ببغداد وأمثالها . ذكر ا ) طيب في تأريخه أن ا ( مامات بلغ عددها ببغداد لعهد الأمون خمسة وستي ألف حمام وكانت مشتملة على مدن و أمصار متلصقة و متقاربة تاوز الربعي ولم تكن مدينة وحدها ي-معها سور واحد لفراط العمران وكذا حال القيروان وقرطبة و الهدية في اللة السلمية وحال مصر القاهرة بعدها فيما بلغنا لهذا العهد وأما بعد انقراض الدولة الشيدة للمدينة فإما أن يكون لضواحي تلك الدينة وما قاربها من البال والبسائط بادية يدها العمران دائما فيكون ذلك حافظا لوجودها ويستمر عمرها بعد الدولة
|
مطاح
|
|