|
|
صفحة: 99
الفصل الثالث والربعون في أن الظلم مؤذن بخراب العمران اعلم أن العدوان على الناس في أموالهم ذاهب بآمالهم في تصيلها و اكتسابها لا يرونه حينئذ من أن غايتها ومصيرها انتهابها من أيديهم وإذا ذهبت آمالهم في اكتسابها وتصيلها انقبضت أيديهم عن السعي في ذلك وعلى قدر العتداء ونسبته يكون انقباض الرعايا عن السعي في الكتساب فإذا كان العتداء كثيرا عاما في جميع أبواب العاش كان القعود عن الكسب كذلك لذهابه بالمال جملة بدخوله من جميع أبوابها وإن كان العتداء يسيرا كان النقباض عن الكسب على نسبته والعمران ووفوره ونفاق أسواقه إنا هو بالعمال وسعي الناس في الصالح والكاسب ذاهبي وجائي فإذا قعد الناس عن العاش و انقبضت أيديهم في الكاسب كسدت أسواق العمران وانتفضت الحوال وابذعر الناس في الفاق من غير تلك اليالة في طلب الرزق فيما خرج عن نطاقها فخف ساكن القطر وخلت دياره وخرجت أمصاره واختل باختلله حال الدولة و السلطان لا أنها صورة للعمران تفسد بفساد مادتها ضرورة وانظر في ذلك ما حكاه السعودي في أخبار الفرس عن الوبذان صاحب الدين عندهم أيام بهرام بن بهرام وما عرض به للملك في إنكار ما كان عليه من الظلم والغفلة عن عائدته على الدولة بضرب الثال في ذلك على لسان البوم حي سمع اللك أصواتها وسأله عن فهم كلمها فقال له : إن بوما ذكرا يروم نكاح بوم أنثى وإنها شرطت عليه عشرين قرية من ا ) راب في أيام بهرام فقبل شرطها ، وقال لها : إن دامت أيام اللك أقطعتك ألف قرية و هذا أسهل مرام . فتنبه اللك من غفلته وخل بالوبذان وسأله عن مراده فقال له أيها اللك إن اللك ل يتم عزه إل بالشريعة والقيام لله بطاعته والتصرف
|
مطاح
|
|