|
|
صفحة: 64
في ثقافته وركوبه والروم والفرنة لمارستهم أحواله ومرباهم في التقلب على أعواده مرنوا عليه وأحكموا الدراية بثقافته فلما استقر اللك للعرب وشمخ سلطانهم وصارت أم الع-م خول لهم وتت أيديهم وتقرب كل ذي صنعة إليهم ببلغ صناعته واستخدموا من النواتية في حاجاتهم البحرية أما وتكررت مارستهم للبحر و ثقافته واستحدثوا بصراء بها فشرهوا إلى الهاد فيه وأنشأوا السفن فيه والشواني وشحنوا الساطيل بالرجال والسلح وأمطوها العساكر والقاتلة لن وراء البحر من أم الكفر واختصوا بذلك من مالكهم و ثغورهم ما كان أقرب لهذا البحر وعلى حافته مثل الشام وأفريقية والغرب والندلس وأوعز ا ) ليفة عند اللك إلى حسان بن النعمان عامل أفريقية باتخاذ دار صناعة بتونس لنشاء اللت البحرية حرصا على مراسم الهاد ومنها كان فتح صقلية أيام زيادة الله الول ابن إبراهيم بن الغلب على يد أسد بن الفرات شيخ الفتيا وفتح قوصرة أيضا في أيامه بعد أن كان معاوية بن حديج أغزى صقلية أيام معاوية بن أبي سفيان فلم يفتح الله على يديه وفتحت على يد ابن الغلب وقائده أسد بن الفرات وكانت من بعد ذلك أساطيل أفريقية والندلس في دولة العبيديي والمويي تتعاقب إلى بلدهما في سبيل الفتنة فت-وس خلل السواحل بالفساد والتخريب . وانتهي أسطول الندلس أيام عبد الرحمن الناصر إلى مائتي مركب أو نحوها وأسطول أفريقية كذلك مثله أو قريبا منه وكان قائد الساطيل بالندلس ابن دماحس ومرفأها للخط والقلع ب-اية والرية وكانت أساطيلها م-تمعة من سائر المالك من كل بلد تتخذ فيه السفن أسطول يرجع نظره إلى قائد من النواتية يدبر أمر حربه وسلحه ومقاتلته ورئيس يدبر أمر جزيته بالريح أو بال-اذيف وأمر إرسائه في مرفئه فإذا اجتمعت الساطيل لغزو محتفل أو غرض سلطاني مهم عسكرت برفئها العلوم وشحنها السلطان برجاله وأناد عساكره ومواليه وجعلهم لنظر أمير واحد من أعلى طبقات أهل ملكته يرجعون كلهم إليه ثم يسرحهم لوجههم وينتظر إيابهم الفتح والغنيمة وكان السلمون لعهده الدولة السلمية قد غلبوا على هذا البحر من جميع جوانبه وعظمت صولتهم وسلطانهم فيه فلم يكن للم النصرانية قبل بأساطيلهم بشي من جوانبه وامتطوا ظهره للفتح سائر أيامهم فكانت لهم القامات العلومة من الفتح والغنائم وملكوا سائر الزائر النقطعة عن السواحل فيه مثل ميورقة ومنورقة ويابسة وسردانية وصقلية وقوصرة ومالطة وأقريطش وقبرص وسائر مالك الروم والفرن وكان أبو القاسم الشيعي وأبناوه يغزون أساطيلهم من الهدية جزيرة جنوة فتنقلب بالظفر والغنيمة وافتتح م-اهد العامري صاحب دانية من ملوك الطوائف جزيرة سردانية في أساطيل سنة
|
مطاح
|
|