|
|
صفحة: 94
أجنبي عن ذاته الدركة ومباين لها غير ملئم فيعرض له الصدق والكذب جميعا ول يكون موثوقا به وربا يفزع إلى الظنون والتخمينات حرصا على الظفر بالدراك بزعمه وتويها على السائلي وأصحاب هذا الس-ع هم الخصوصون باسم الكهان لنهم أرفع سائر أصنافهم وقد قال › في مثله هذا من س-ع الكهان ف-عل الس-ع مختصا بهم بقتضى الضافة و قد قال لبن صياد حي سأله كاشفا عن حاله بالخبار كيف يأتيك هذا المر؟ قال : يأتيني صادقا وكاذبا فقال : خلط عليك المر يعنى أن النبؤة خاصتها الصدق فل يعتريها الكذب بحال لنها اتصال من ذات النبي بالل العلى من غير مشيع ول استعانة بأجنبي والكهانة لا احتاج صاحبها بسبب ع-زه إلى الستعانة بالتصورات الجنبية كانت داخلة في إدراكه والتبست بالدراك الذي توجه إليه فصار مختلطا بها وطرقه الكذب من هذه الهة فامتنع أن تكون نبؤة وإنا قلنا إن أرفع مراتب الكهانة حالة الس-ع لن معنى الس-ع أخفه من سائر الغيبات من الرئيات والسموعات وتدل خفة العنى على قرب ذلك التصال والدراك والبعد فيه عن الع-ز بعض الشيء وقد زعم بعض الناس أن هذه الكهانة قد انقطعت منذ زمن النبؤة با وقع من شأن رجم الشياطي بالشهب بي يدي البعثة وأن ذلك كان لنعهم من خبر السماء كما وقع في القرآن والكهان إنا يتعرفون أخبار السماء من الشياطي فبطلت الكهانة من يومئذ ول يقوم من ذلك دليل لن علوم الكهان كما تكون من الشياطي تكون من نفوسهم أيضا كما قررناه وأيضا فالية إنا دلت على منع الشياطي من نوع واحد من أخبار السماء وهو ما يتعلق بخبر البعثة ولم ينعوا ما سوى ذلك . وأيضا فإنا كان ذلك النقطاع بي يدي النبؤة فقط ولعلها عادت بعد ذلك إلى ما كانت عليه وهذا هو الظاهر لن هذه الدارك كلها تخمد في زمن النبؤة كما تخمد الكواكب والسرج عند وجود الشمس لن النبؤة هي النور العظم الذي يخفى معه كل نور ويذهب . وقد زعم بعض ا ( كماء أنها إنا توجد بي يدي النبؤة ثم تنقطع وهكذا كل نبؤة وقعت لن وجود النبوة ل بد له من وضع فلكي يقتضيه وفي تام ذلك الوضع تام تلك النبؤة التي تدل عليها و نقص ذلك الوضع عن التمام يقتضي وجود طبيعة من ذلك النوع الذي يقتضيه ناقصة وهو معنى الكاهن على ما قررناه فقبل أن يتم ذلك الوضع الكامل يقع الوضع الناقص ويقتضي وجود الكاهن إما واحدا أو متعددا فإذا ت ذلك الوضع ت وجود النبي بكماله وانقضت الوضاع الدالة على مثل تلك الطبيعة فل يوجد
|
مطاح
|
|