|
|
صفحة: 85
ووقع اختبارهما فصح شأنهما واتصل على ذلك حالهما إلى أن ماتتا ورأينا كثيرا من أصحابنا أيضا من يقتصر على حليب شاة من العز يلتقم ثديها في بعض النهار أو عند الفطار ويكون ذلك غذاءه واستدام على ذلك خمس عشرة سنة وغيرهم كثيرون ول يستنكر ذلك . واعلم أن الوع أصلح للبدن من إكثار الغذية بكل وجه لن قدر عليه أو على القلل منها أو على القلل منها وإن له أثرا في الجسام والعقول في صفاتها وصلحها كما قلناه و اعتبر ذلك بآثار الغذية التي تصل عنها في السوم فقد رأينا التغذين بلحوم ا ( يوانات الفاخرة العظيمة الثمان تنشأ أجيالهم كذلك وهذا مشاهد في أهل البادية مع أهل ا ( اضرة وكذا التغذون بألبان البل و ( ومها أيضا مع ما يؤثر في أخلقهم من الصبر والحتمال والقدرة على حمل الثقال الوجود ذلك للبل وتنشأ أمعاؤهم أيضا على نسبة أمعاء البل في الصحة والغلظ فل يطرقها الوهن ول ينالها من مدار الغذية ما ينال غيرهم فيشربون اليتوعات لستطلق بطونهم غير مح-وبة كا ( نظل قبل طبخه والدرياس والقربيون ول ينال أمعاءهم منها ضرر وهي لو تناولها أهل ا ( ضر الرقيقة أمعاؤهم با نشأت عليه من لطيف الغذية لكان الهلك أسرع إليهم من طرفة العي لا فيها من السمية ومن تأثير الغذية في البدان ما ذكره أهل الفلحة وشاهده أهل الت-ربة أن الدجاج إذا غذيت با ( بوب الطبوخة في بعر البل واتخذ بيضها ثم حضنت عليه جاء الدجاج منها أعظم ما يكون وقد يستغنون عن تغذيتها وطبخ ا ( بوب بطرح ذلك البعر مع البيض الضن في-يء دجاجها في غاية العظم وأمثال ذلك كثيرة فإذا رأينا هذه الثار من الغذية في البدان فل شك أن لل-وع أيضا آثارا في البدان لن الضدين على نسبة واحدة في ال › تأثير وعدمه فيكون تأثير الوع في نقاء البدان من الزيادات الفاسدة والرطوبات الختلطة الخلة بالسم والعقل كما كان الغذاء مؤثرا في وجود ذلك السم والله محيط بعلمه .
|
مطاح
|
|