|
|
صفحة: 84
مثل العرب أهل القفر والصحراء ول مثل أهل بلد النخل الذين غالب عيشهم التمر ول مثل أهل أفريقية لهذا العهد الذين غالب عيشهم الشعير والزيت وأهل الندلس الذين غالب عيشيم الذرة والزيت فإن هؤلء وأن أخذتهم السنون وال-اعات فل تنال منهم ما تنال من أولئك ول يكثر فيهما الهلك بالوع بل ول يندر والسبب في ذلك والله أعلم أن النغمسي في ا ) صب التعودين للدم والسمن خصوصا تكتسب من ذلك أمعائهم رطوبة فوق رطوبتها الصلية الزاجية حتى تاوز حدها فإذا خولف بها العادة بقلة القوات و فقدان الدم واستعمال ا ) شن غير الألوف من الغذاء أسرع إلى العا اليبس والنكماش وهو ضعيف في الغاية في فيسرع إليه الرض ويهلك صاحبه دفعة لنه من القاتل فالهالكون في ال-اعات إنا قتلهم الشبع العتاد السابق ل الوع ا ( ادث اللحق . وأما التعودون لقلة الدم والسمن فل تزال رطوبتهم الصلية واقفة عند حدها من غير زيادة وهي قابلة لميع الغذية الطبيعة فل يقع في معاهم بتبدل الغذية يبس ول انحراف فيسلمون في الغالب من الهلك الذي يعرض لغيرهم با ) صب وكثرة الدم في الآكل وأصل هذا كله أن تعلم أن الغذية و ائتلفها أو تركها إنا هو بالعادة فمن عود نفسه غذاء ولءمه تناوله كان له مألوفا وصار ا ) روج عنه والتبدل به داء ما لم يخرج عن غرض الغذاء بالملة كالسموم واليتوع وما أفرط في النحراف فأما ما وجد فيه التغذي واللءمة فيصير غذاء مألوفا بالعادة فإذا أخذ النسان نفسه باستعمال اللب والبقل عوضا عن ا ( نطة حتى صار له ديدنا فقد حصل له ذلك غذاء واستغنى به عن ا ( نطة وا ( بوب من غير شك من عود نفسه على و عن ينقل عن أهل وكذا الصبر الوع الستغناء الطعام كما الرياضيات فإنا نسمع عنهم في ذلك أخبارا غريبة يكاد ينكرها من ل يعرفها والسبب في ذلك العادة فإن النفس إذا ألفت شيئا صار من جبلتها وطبيعتها لنها كثيرة التلون فإذا حصل لها اعتياد الوع بالتدريج والرياضة فقد حصل ذلك عادة طبيعية لها وما يتوهمه الطباء من أن الوع مهلك فليس على ما يتوهمونه إل إذا حملت النفس عليه دفعة وقطع عنها الغذاء بالكلية فإنه حينئذ ينحسم العاء ويناله الرض الذي يخشى معه الهلك وأما إذا كان ذلك القدر تدري-ا ورياضة بإقلل الغذاء شيئا فشيئا كما يفعله التصوفة فهو بعزل عن الهلك وهذا التدريج ضروري حتى في الرجوع عن هذه الرياضة فإنه إذا رجع به إلى الغذاء الول دفعة خيف عليه الهلك وإنا يرجع به كما بدأ في الرياضة بالتدريج ولقد شاهدنا من يصبر على الوع أربعي يوما وصال وأكثر . وحضر أشياخنا ب-لس السلطان أبى ا ( سن وقد رفع إليه امرأتان من أهل الزيرة ا ) ضراء ورندة حبستا أنفسهما عن الكل جملة منذ سني وشاع أمرهما
|
مطاح
|
|