|
|
صفحة: 77
العراق و الشام أعدل هذه كلها لنها وسط من جميع الهات . وأما القاليم البعيدة من العتدال مثل الول والثاني والسادس والسابع فأهلها أبعد من العتدال في جميع أحوالهم فبناؤهم بالطي والقصب وأقواتهم من الذرة والعشب وملبسهم من أوراق الش-ر يخصفونها عليهم أو اللود و أكثرهم عرايا من اللباس وفواكه بلدهم وأدمها غريبة التكوين مائلة إلى النحراف ومعاملتهم بغير ا - ) رين الشريفي من نحاس أو حديد أو جلود يقدرونها للمعاملت وأخلقهم مع ذلك قريبة من خلق ا ( يوانات الع-م حتى لينقل عن الكثير من السودان أهل القليم الول أنهم يسكنون الكهوف والغياض ويأكلون العشب وأنهم متوحشون غير مستأنسي يأكل بعضهم بعضا وكذا الصقالبة والسبب في ذلك أنهم لبعدهم عن العتدال يقرب عرض أمزجتهم وأخلقهم من عرض ا ( يوانات الع-م ويبعدون عن النسانية بقدار ذلك وكذلك أحوالهم في الديانة أيضا فل يعرفون نبؤة ول يدينون بشريعة إل من قرب منهم من جوانب العتدال وهو في القل النادر مثل ا ( بشة ال-اورين لليمن الدائني بالنصرانية فيما قبل السلم وما بعده لهذا العهد ومثل أهل مالي وكوكو والتكرور ال-اورين لرض الغرب الدائني بالسلم لهذا العهد يقال أنهم دانوا به في الائة السابعة ومثل من دان بالنصرانية من أم الصقالبة والفرنة والترك من الشمال ومن سوى هؤلء من أهل تلك القاليم النحرفة جنوبا وشمال فالدين م-هول عندهم و العلم مفقود بينهم وجميع أحوالهم بعيدة من أحوال الناسي قريبة من أحوال البهائم ويخلق ما ل تعلمون ول يعترض على هذا القول بوجود اليمن وحضرموت وبلد من جزيرة في والحقاف ا - ) از واليمامة وما يليها العرب القليم الول والثاني فأن جزيرة العرب كلها أحاطت بها البحار من الهات الثلث كما ذكرنا فكان لرطوبتها أثر في رطوبة هوائها فنقص ذلك من اليبس والنحراف الذي يقتضيه ا ( ر وصار فيها بعض العتدال بسبب رطوبة البحر . وقد توهم بعض النسابي من ل علم لديه بطبائع الكائنات أن السودان هم ولد حام بن نوح اختصوا بلون السواد لدعوة كانت عليه من أبيه ظهر أثرها في لونه وفيما جعل الله من الرق في عقبه وينقلون في ذلك حكاية من خرافات القصاص ودعاء نوح على ابنه حام قد وقع في التوراة وليس فيه ذكر السواد وإنا دعا عليه بأن يكون ولده عبيدا لولد إخوته ل غير وفي القول بنسبة السواد إلى حام غفلة عن طبيعة ا ( ر والبرد و أثرهما في الهواء وفيما يتكون فيه من ا ( يوانات وذلك أن هذا اللون شمل أهل القليم الول والثاني من مزاج هوائهم للحرارة التضاعفة بالنوب فأن الشمس تسامت رؤوسهم مرتي في كل سنة قريبة إحداهما من الخرى فتطول السامتة عامة الفصول فيكثر الضوء لجلها ويلح القيظ
|
مطاح
|
|