|
|
صفحة: 50
في حافات البحر الرومي وفي عدوته مكتوبة كلها في صحيفة على شكل ما هي عليه في الوجود وفي وضعها في سواحل البحر على ترتيبها ومهاب الرياح ومراتها على اختلفها معها في تلك الصحيفة ويسمونها الكنباص وعليها يعتمدون في أسفارهم وهذا كله مفقود في البحر اليط فلذلك ل تلج فيه السفن لنها إن غابت عن مرأى السواحل فقل أن تهتدي إلى الرجوع إليها مع ما ينعقد في جو هذا البحر وعلى سطح مائه من البخرة المانعة للسفن في مسيرها وهي لبعدها ل تدركها أضواء الشمس النعكسة من سطح الرض فتحللها فلذلك عسر الهتداء إليها وصعب الوقوف على خبرها . وأما الزء الول من هذا القليم ففيه مصب النيل التي من مبدئه عند جبل القمر كما ذكرناه ويسمى نيل السودان ويذهب إلى البحر اليط فيصب فيه عند جزيرة أوليك وعلى هذا النيل مدينة سل وتكرور وغانة وكلها لهذا العهد في ملكة ملك مالي من أم السودان وإلى بلدهم تسافر تار الغرب القصى وبالقرب منها من شماليها بلد لتونة وسائر طوائف اللثمي ومفاوز ي-ولون فيها وفي جنوبي هذا النيل قوم من السودان يقال لهم (( للم )) وهم كفار ويكتوون في وجوههم وأصداغهم وأهل غانة والتكرور يغيرون عليهم ويسبونهم ويبيعونهم للت-ار في-لبونهم إلى الغرب وكلهم عامة رقيقهم وليس وراءهم في النوب عمران يعتبر إل أناسي أقرب إلى ا ( يوان الع-م من الناطق يسكنون الفيافي والكهوف ويأكلون العشب وا ( بوب غير مهيأة وربا يأكل بعضهم بعضا وليسوا في عداد البشر . وفواكه بلد السودان كلها من قصور صحراء الغرب مثل توات وتكدرارين ووركلن . فكان في غانة فيما يقال ملك ودولة لقوم من العلويي يعرفون ببني إنه بن عبد بن حسن بن سن ول صالح وقال صاحب كتاب روجار صالح الله ا ( يعرف صالح هذا في ولد عبد الله بن حسن وقد ذهبت هذه الدولة لهذا العهد وصارت غانة لسلطان مالي وفي شرقي هذا البلد في الزء الثالث من القليم بلد ) كوكو ( على نهر ينبع من بعض البال هنالك وير مغربا فيغوص في رمال الزء الثالث وكان ملك كوكو قائما بنفسه ثم استولى عليها سلطان مالي وأصبحت في ملكته وخربت لهذا العهد من أجل فتنة وقعت هناك نذكرها عند ذكر دولة مالي في محلها من تاريخ البربر وفي جنوبي بلد كوكو بلد كات من أم السودان وبعدهم ونغارة على ضفة النيل من شماليه وفي شرقي بلد ونغارة وكات بلد زغاوة وتاجرة التصلة بأرض النوبة في الزء الرابع من هذا القليم وفيه ير نيل مصر ذاهبا من مبدإه عند خط الستواء إلى البحر الرومي في الشمال ومخرج هذا النيل من جبل القمر الذي فوق خط الستواء بست عشرة درجة واختلفوا في ضبط هذه اللفظة فضبطها بعضهم يفتح القاف واليم نسبة إلى قمر السماء لشدة بياضه وكثرة ضوءه وفي كتاب الشترك لياقوت بضم القاف وسكون اليم نسبة إلى قوم
|
مطاح
|
|