|
|
صفحة: 234
الخيرة من القصة ، بانق › ب مباغت ، ويتبين لنا أنها ربت ابنها عل المفاهيم ا › نسانية ، وكانت واثقة منذ البداية بأنه لن يسفك دما . وهكذا تنتهي قصة "ثماني عيون ( 37 ) . " واشـتدت قبضتها ع › ركبتـه ، كأنها تريد أن تغـرس أصابعها مع كلماتها › لحمه : - الرجـل › ء والبهيـم › ء آخر ... والفرق بينهمـا هو الفرق بين الضمـير ... والتوحش ... الفرق بينهما يشـهد عليه عرق الفزع من وحشـية البهائم ، التي أرادوا أن يفرضوها عليك باسـم الرجولة .... ولكني-أنـا المرأة- كنـت أدرى بالرجولـة منهـم ... وجعلتك تعطي › يعة الغابة ظهرك ... ونظر إليها نظرة طويلة أسـيانة ... وشـيئا فشـيئا شاعت البسمة الم › قة › أساريره .... إذن فـالم عنـد صوف عبـد الله هي الوجه الخـر ، المناقض ، ل › م ف "أغنية المـوت ، " فهي ف الواقع ، تنادي بنفس الفكرة ا › نسـانية التي نادى بها علوان ف م › حيـة الحكيم ، والم › حظ أن معارضتها للقتـل ل تنبـع ف المقام الول عن خوفها ف أن يصيب ابنها مكروه إثر قيامه بالقتل ، بل إنها تصدر عن مفاهيم إنسانية عامة ، وترى أن الرجولة ليس معناها الوحشية . وهي تتحدث عن › يعة الغابة والتوحـش والضمـير وغيرها من المفاهيـم الحضارية المدنية . إن المرأة ف قصـة صوف عبد الله هي العن › التقدمي ، العاقل ، بخ › ف الم عند الحكيم ، التي تمثل التعصب وال › عق › نية . ولسـنا هنا ف مجـال المقارنة بين النصين ، م › حية الحكيم وأقصوصة صـوف عبد الله ، من ناحية ال › اعة الفنية ، ومما ل شك فيه أن م › حية الحكيم هي أثر أدبي قيم ، بل من خير ما كتبه الم › حي المـ › ي الكبـير ، أما قصة صوف عبد الله فـ › تخلو من التقريرية والسـذاجة الفنية . وإنما أوردنا قصـة "ثماني عيون" لما تتضمنـه من "حوار" أو "نقاش" خفي مع المواقـف التي تمثلها م › حية الحكيـم . فقـد جعلتنا المؤلفة نظن أول المر بأن الم ف قصتها أيضا متحمسـة للثأر ، ثم تباغتنا ف السـطور الخيرة بالموقف العق › ني الرائع . وهكذا تصبح أقصوصة صوف عبد الله نصا "نسـائيا" يتصدى للنص "الرجا " › الذي تعكسه "أغنية الموت" وغيرها من النصوص التي تجري عل منوالها . ( 37 ) م . س . 73 ، .
|
مجمع اللغة العربية
|
|