|
|
صفحة: 231
فـالم ف هذه الم › حية تمثل التقاليد القديمة والتمسـك بفكرة النتقام ، مهما جر ذلك من مصائب وويـ › ت . أما ابنها فيمثل الجيل الناشـئ الـذي يثور عل هذه التقاليد الهمجيـة ، كما تؤدي ثقافته وبعده عن الصعيد إ › حض القرويين عل سلوك طريق جديد ف حياتهم . ولكن إلقاء اللوم ، ف هذه الم › حية ، عل المرأة دون الرجل ، ووصفها بالتشنج وعدم ا › نسانية ، حتى تجـاه فلذة كبدها ، قد يثيران السـتنكار لدى الكتاب الم › يين ، وبالخـص- الكاتبات . وقد يناقش بعضهم المؤلف ، ف مقال مث ،› مفاده أن المرأة ليسـت أقل إنسانية وذكاء وثورة عل التقاليد البالية مـن الرجـل . ولكن ما يهمنا هنا ، ف هذا البحث ، ليس النقاش التقريري ف مقال ، وإنما الحوار الذي يجـري بـين النصوص الدبية ذاتها ، وهذا ما نجده ف قصة قصيرة للكاتبة الم › ية صوف عبد الله ، عنوانها "ثماني عيون ، " ن › ت ف مجموعة القفص ا › حمر . ( 33 ) ومما يؤكد لنا أن قصة صوف عبد الله هي بمثابة حوار ن › كامل مع م › حية الحكيم ، أن الحداث ف "ثماني عيون" تجري ف الصعيد أيضا . وبطلها ، أيضا- شاب من أصل قروي ، تثقف ف القاهرة ، يعود إ › قريته لنه مطالب بالثأر لدم أبيه ، حسنين ، الذي قتل قبل ع › ين عاما . ويشعر إسماعيل- وهو اسم بطل القصة ، أن الكل ينتظر قيامه بالمهمة "المقدسة ( 34 ) : " ومن خلفه أحس العيون كالخناجر تسـلط ع › ظهره المسـتكين .. وكأنما العيون تنطق : - شـاب » خرع .. « تربية البندر والمدارس .. حسـنين لم ينجب ولدا .. أنجب بنتين : هنية وإسماعيل ! .. يا ضيعة شبابك يا حسنين . ! هكـذا كانت تنطق العيون السـاخرة الحاقدة ، وهـي تتطلع إليه › صمـت ... بل هكذا كانت نظرة الرجل الـذي رآه يجالس أمه ، حينما عاد من الخـارج ... ودار بينهما أغرب حوار ، بعد أن قدمته إليه أمه باسم » محروس الكردي ،« ونظرات نارية تنطلق من عينيه : - القرية تنتظرك يا إسماعيل .. كان يتكلم بصوت هادئ ، إ › أن الشـحنة التي وراء هذه ا › لفاظ لم تخف ع › إسماعيل .. ويراجع إسـماعيل نفسـه فيتضح له أن عمله سيكون حتما حلقة من سلسلة ل نهاية لها من القتل ( 33 ) صوف عبد الله : القفص ا › حمر ، القاهرة ، . 1975 ( 34 ) م . س ، . ص . 69-68
|
مجمع اللغة العربية
|
|