|
|
صفحة: 228
كامـل كان تلميـذا بليدا ككثير من الت › ميـذ ا › غنياء وأنه طلب مني أن أذاكر معه › سـاعده ع › النجـاح › ا › متحان ، وأنني كنت أذهب إ › منزلـه وألعـب مع أخته أمينة ، إلخ .. إلخ .. فإن شـيئا من ذلك لم يحـدث قط ، ولم يكن ع › كامل مسـئو › عن تلـك المعرفة الوطيدة بيني وبين أ › ته ، ولعله لو شعر بها لغضب غضبا شديدا . لقد عرفت ع › كامل › كتاب اللغة الفرنسية .. فهـذه الفقـرة الذكية هي ف الواقع حوار نـ › غير مبا › مع مجموعة مـن النصوص القصصية الخرى ف الدب العربي الحديث ، وذلك أن كثيرين من الروائيين العرب لجأوا ف السابق إ › "حيلة" تمكنهم من الخلط بين الجنسـين بطريقة واقعية ، أو بالحرى من خلق قصة غرامية بين فتى فقير مـن بيئة شـعبية وفتاة غنيـة من بيئة أرسـتقراطية . ولكننا نعلم أن مثل هذا اللقاء بين الجنسـين كان متعـذرا ، أول- بسـبب الفصل التام الذي كانت ، وما زالت إ › حـد ما ، تفرضه التقاليد ال › قية بينهما ، وثانيا- لن النظام الطبقي السائد ( أو الذي كان سائدا ) ل يتيح لبناء الطبقة الفقيرة مزاملة أبنـاء الطبقة "الرسـتقراطية . " ولكن المدارس الحديثة أتاحت فرصا ل › لتقـاء بين أبناء الطبقتين ، وخاصـة إذا كان ابـن الطبقـة الفقيرة متفوقا ف دراسـته ، بل إن تفوقه ف الدراسـة قد يغري أهل الطالب الغني بدعوة صديقه الفقير إ › داره ، وأحيانا إ › المذاكرة معه . وهكذا وجد الروائيون العرب طريقـة "واقعية" و"مقنعـة" لتهيئة اللقاء بين الفتى الفقير والفتاة الغنيـة ، وذلك بأن يجعلوا أخا الفتاة طالبا "غبيا" وصديقه الفقير طالبا ذكيا . وهكذا يضطر الفتى الغني إ › دعوة صديقه الفقير لمسـاعدته ف دروسه ، فيتعرف الفقير بذلك عل أخت الفتى الغني ، ثم تنشأ بين الفتى والفتاة قصة غرام . وهـذا الموقف نجده غالبـا ف القصص الرومان › العربي ، الموجه للمراهقـين من القراء ، كما نجده يتكـرر ف الف › م الم › ية وغيرها . ولكننا نجده أيضا ف القصة العربية الواقعية وعند أهم الروائيين العرب . ولعل خير نموذج لهذا الموقف الروائي هو راوية ق › الشـوق ( 1957 ) الجزء الثاني من ث › ثية نجيب محفوظ القاهرية المعروفة ، وهي ب › شـك مـن أروع نماذج ا › نتاج القص › العربي المعـا . › ففي هـذا الجزء يتعرف كمال ، البن الصغر للسـيد أحمد عبد الجواد ، عل عايدة شـداد الرسـتقراطية المنبت والفرنسـية الثقافة ، عن طريق مصادقته لخيها حسـين ف المدرسة ، ولتفوق كمال ف دراسته . إذ تتوطد ع › قات الصداقة بين كمال وحسين ، حتى يصبح كمال من رواد › اي آل شداد ، حيث يتعرف عل أخته الجميلة عايدة ، فتبهره هذه برشاقتها وثقافتها ، وبالجو الغربي المثير
|
مجمع اللغة العربية
|
|